توقيت القاهرة المحلي 07:49:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في سوريا تدخّلْ ولا تتوقف!

  مصر اليوم -

في سوريا تدخّلْ ولا تتوقف

طارق الحميد

ملخص ما يدور اليوم في الأزمة السورية أن الجميع بدأ يفكر، ويتحرك، من أجل مرحلة ما بعد الأسد، رغم كل ما قيل وما يقال، وبالطبع فإن هناك من يتحدث بسذاجة، وهناك من يتحدث بخبث. ولذا، فلا بد من التنبه للمرحلة القادمة بشكل حذر، وأفضل مما تم في تجارب أخرى، ومنها طريقة التفاعل مع الثورة السورية في بدايتها. ففي تاريخنا الحديث تجربتان لا بد من تأملهما: الأولى أفغانستان، والثانية العراق، وفي كلتيهما كان التدخل العربي، والغربي، فاشلا، وكانت عواقبه وخيمة. في أفغانستان، إبان غزو الاتحاد السوفياتي، تم تصوير الأمر على أنه جهاد، وكان ذاك خطأ، وكان الخطأ الأكبر والقاتل هو ترك من سموا «المجاهدين» الذين ارتدوا بعد ذلك على من رعاهم، وسلحهم، سواء في المنطقة، من السعودية إلى غيرها، أو غربيا مثل أميركا وبريطانيا وآخرين. فنصف التدخل أخطر من عدم التدخل، وهذا كان درس أفغانستان التي تحولت إلى وكر للإرهابيين. أما العراق، فالخطأ الكبير كان هو عدم إدراك واقع أن الأميركيين عازمون على الغزو، وكان يجب التدخل عربيا، ليس لنصرة الغزو، وإنما لتعقيل الثور الأميركي الهائج، الذي قام بحل الجيش، وضرب النسيج العراقي، ثم سلم العراق كاملا لإيران، ومن هنا كان درس غزو العراق هو أن عدم التدخل تماما كان تضحية بدولة عربية كبيرة ومهمة. اليوم ونحن أمام التجربة السورية، المختلفة عن كل التجارب العربية حيث إن سوريا مطمع لكل ذئاب المنطقة، وعلى رأسهم إيران، وحزب الله، وإسرائيل، وهي مطمع أيضا لـ«الإخوان»، والمتطرفين، خصوصا بما تمثله سوريا دينيا من الناحية التاريخية، حيث من السهل دغدغة مشاعر السذج حول دور سوريا التاريخي في الحروب، والفتوحات. والأخطر من كل هذا، هو الدعاية الخبيثة عن وجود تنظيم القاعدة في سوريا، والهدف من ذلك ليس اليوم، بل الغد. وللتوضيح، فإنه عندما يقال اليوم بأن هناك متطرفين في سوريا فليس بمقدور أحد أن يجزم بذلك، أو ينفيه، ولذا تجد كثرا من العقلاء يقولون: «في حال كان هناك متطرفون»، لكن الهدف الحقيقي لأصحاب الحملة الخبيثة المكرسة لقصة وجود «القاعدة» هو أنه بعد سقوط الأسد، واندلاع الأعمال الإرهابية، فحينها سيكون من السهل القول بأن من يقف خلف ذلك الإرهاب هو «القاعدة»، وعلى طريقة ما حدث في العراق. والحقيقة أن «القاعدة» في العراق لم تعمل إلا برعاية إيرانية، فالزرقاوي كان من ضمن زوار إيران، مثل غيره من قيادات «القاعدة» التي يقيم بعضهم في إيران الآن. ولذا، فالمفروض اليوم أن تكون هناك استراتيجية واضحة لمرحلة ما بعد الأسد من قبل العقلاء العرب، وتكون قابلة للاستمرار، حتى بعد سقوط الطاغية، وأيا كانت الأوضاع، وتكون استراتيجية واضحة للضرب بيد من حديد على كل من يحمل السلاح بعد سقوط الأسد، مع ضرورة تجنب كل أخطاء الربيع العربي، وأبرزها انقلاب مصر الإخواني. ولذا، فالمطلوب بكل بساطة هو أنه على من يتدخل في سوريا الآن أن يواصل التدخل حتى بعد سقوط الأسد، ولا يتوقف، فنصف التدخل أخطر من عدم التدخل الكامل، والعراق خير مثال. نقلا عن جريدة الشرق الاوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في سوريا تدخّلْ ولا تتوقف في سوريا تدخّلْ ولا تتوقف



GMT 07:49 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. تتبقى خطوة

GMT 07:48 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

البوفيه المفتوح والبوفيه الموارِب

GMT 07:42 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصطفى أمين.. محنة السجن وظلم السياسة

GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon