توقيت القاهرة المحلي 23:40:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الآن المالكي في عين العاصفة

  مصر اليوم -

الآن المالكي في عين العاصفة

طارق الحميد

تقرأ ما تنقله وكالات الأنباء العالمية عن أوضاع المنطقة فتصاب بالذهول، ولا تملك إلا أن تقول: يا إلهي! فعندما قامت الحركة الطائفية في البحرين قيل إنها ثورة ديمقراطية، وعندما ثارت سوريا قيل إنها ثورة سنية، واليوم يوصف ما يحدث في العراق بأنه مظاهرات سنية. وعندما ننتقد بعض وسائل الإعلام فلسبب بسيط، وهو أن بعض تلك الوسائل لم تتعلم من دروس تغطيتها للربيع العربي، والأخطاء القاتلة التي ارتكبت، وأهمها التسطيح، والشعبوية، والإفراط في استخدام المصطلحات غير الدقيقة. فبالنسبة لما يحدث في العراق الآن، فمن الخطأ القول إنها ثورة سنية، ولو قال ذلك بعض من سُنة العراق، وإنهم ضد المالكي، ويريدون إسقاطه، فظلم الحكومة العراقية لم يقع على السُنّة وحسب، بل إنه طال جميع العراقيين، بل إن أكبر من ظلم في عهد المالكي هو العراق نفسه، وكل مكوناته الاجتماعية.. ففي العراق المالكي خصم للأكراد، وكاد يشتبك معهم عسكريا. والمالكي أيضا خصم للقوى المدنية السياسية، بمن فيهم القيادات السياسية الشيعية العلمانية، وأبرز مثال ما يقع بحق الدكتور إياد علاوي، والأمر نفسه ينطبق بالطبع على الرموز السنية، المعتدل منها، وحتى العلماني، الذي لا يستخدم الدين في السياسة، وهناك طبعا الحالة الصارخة، وهي ما حدث ويحدث بحق نائب الرئيس العراقي السيد طارق الهاشمي. وهذا ليس كل شيء بالطبع، فالأمر نفسه يحدث بين المالكي والصدريين، وتحديدا مقتدى الصدر، الذي صرح ذات مرة تصريحا نادرا بالقول إن المالكي يريد «تشييع» كل العراق! ولولا الضغط الإيراني على كل من المالكي والصدريين لحدث ما لا يحمد عقباه في العراق، فهل بعد كل ذلك يمكن القول إن القصة طائفية، أو هي ثورة سنية فقط؟ الإجابة «لا»، فظلم المالكي واقع على الجميع، وحتى دول الجوار، وتحديدا بحق السوريين، وذلك من خلال نصرة الحكومة العراقية لنظام الطاغية في دمشق، ومن قبل نصرة المالكي للحركة الطائفية في البحرين. فما يحدث في العراق هو أن هناك نظاما قمعيا، لا يختلف عن نظام صدام حسين إلا بقلة الإمكانات، ويريد الاستئثار بالعراق كله، ولو بتدمير مكوناته الاجتماعية، وتشويه نظامه السياسي، وكل ذلك يتم بمباركة أميركية تتمثل في الصمت، واللامبالاة، وبدعم إيراني حوّل أرض الرافدين إلى مسرح لنظام الملالي في إيران. في العراق نظام سياسي يقف على رأسه من يريدون السيطرة على كل شيء، وتهميش الجميع، كما فعل صدام تماما، دون أي اعتبار من التاريخ الحديث، أو مراعاة للكيان العراقي. ولذا، فمهما قيل ويقال، وحتى لو قالها السُنّة في العراق أنفسهم، فإن ما يحدث هناك ليس بثورة سنية، بل هو دليل فشل نظام سياسي لم يقم بالمصالحة، ولم يكف عن الاجتثاث، ولم يأخذ الحوار على محمل الجد، نظام دفع كل المكونات العراقية للاصطدام بعضها ببعض مما عرض النسيج العراقي للخطر، وهو ما أوصل الحال إلى ما هو عليه اليوم في أرض الرافدين، ولذا نجد المالكي في عين العاصفة اليوم، والقادم أسوأ بالطبع، طالما أن الأهم بالنسبة للمالكي هو الحكم، وليس الحفاظ على الكيان العراقي ككل. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الآن المالكي في عين العاصفة الآن المالكي في عين العاصفة



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon