توقيت القاهرة المحلي 00:05:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله؟

  مصر اليوم -

لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله

طارق الحميد

السؤال أعلاه سؤال جاد، وليس محاولة استفزازية، فلماذا لدينا في منطقتنا أمثال حسن نصر الله، أو غيره ممن يحاولون اللعب على العواطف الشعبية، أضف لهم خالد مشعل، وكذلك الإخوان المسلمين، وكثرا؟ الإجابة بسيطة جدا، وهي أن مثقفنا حريص على الشارع أكثر من حرصه على وعيه، ولدينا بعض من الساسة الذين يدمرون مفهوم رجل الدولة، ولدينا كذلك إعلام مؤدلج. وقد يقول القارئ: وما الداعي لمثل هذا الحديث؟ السبب بسيط جدا، ففي 19 يناير (كانون الثاني) 2011 أعلن الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، أن بلاده قد رفعت يدها عن الوساطة في لبنان، حيث قال الأمير سعود إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز شخصيا «اتصل مباشرة، الرأس بالرأس، بالرئيس السوري، فكان الموضوع بين الزعيمين للالتزام بإنهاء المشكلة اللبنانية برمتها، لكن عندما لم يحدث ذلك أبدى خادم الحرمين الشريفين رفع يده عن هذه الاتفاقات». ثم أفاض الفيصل وقتها في الحديث عن خطورة الأوضاع في لبنان إلى أن قال، وهنا بيت القصيد: «إذا وصلت الأمور إلى الانفصال وتقسيم لبنان انتهى لبنان كدولة تحتوي على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة، وهذا سيكون خسارة للأمة العربية كلها». على أثر ذلك تصدى زعيم حزب الله، حسن نصر الله، لتعليقات، وتحذيرات وزير الخارجية السعودي بالقول: «يا عمي شو هالحكي.. لبنان كله هالقد!»، مشيرا بكف يده! لكن اليوم، وفي يناير 2013 يخرج لنا حسن نصر الله نفسه ليقول: «في لبنان يجب أن نشدد على تمسكنا بوحدة لبنان، وطنا وأرضا وشعبا ومؤسسات، وإذا أطلت من هنا، أو هناك، مشاريع دويلات، أو إمارات، يجب أن نرفضها جميعا، لأن لبنان أصغر من أن يقسم»! والسؤال هنا لحسن نصر الله، ومن ناصره من قبل، ومن يناصره الآن: كيف كان خطر التقسيم على لبنان موضع تندر من قبلك يوم قالها وزير الخارجية السعودي، والآن أصبح خطر التقسيم على لبنان حقيقيا، وها أنت تخرج بنفسك لتحذر اللبنانيين منه؟ فكم من الخسائر، في الأموال والأرواح قد تكبد لبنان واللبنانيون، منذ تحذير الفيصل وإلى أن أدرك نصر الله أن خطر التقسيم على لبنان حقيقي، ولو كان لبنان «كله هالقد»؟ ومن يتحمل تلك الخسائر؟ بل ومن يحاسب نصر الله نفسه؟ أسئلة جادة، تتطلب وقفة مع النفس، والثقافة السائدة، فلماذا تخدع منطقتنا، طوال عقود، المرة تلو الأخرى من قبل كل من يدغدغ مشاعر الرأي العام، متلحفا بالمقاومة مرة، وبالدين مرة أخرى، سواء من السنة أو الشيعة؟! والقصة ليست قصة نصر الله وحده، بل هناك حماس وما تفعله بالقضية الفلسطينية، وبشار الأسد وأكذوبة الممانعة والمقاومة، والأوضاع الراهنة في العراق، وبالطبع ما يحدث في مصر، حيث ما أشبه الليلة بالبارحة. إشكاليتنا أن لا أحد يرصد، أو يذكر بالحقائق، وما قيل بالأمس، وما يقال اليوم، ولذلك نحن في حفلة مستمرة من التضليل، وكلنا ضحاياها وندفع الثمن من أعمارنا وأعمار أبنائنا، للأسف! نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط " .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله لماذا لدينا أمثال حسن نصر الله



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 05:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
  مصر اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon