توقيت القاهرة المحلي 07:48:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استمع لعلاوي وليس للدوري

  مصر اليوم -

استمع لعلاوي وليس للدوري

طارق الحميد

تلقت الساحة العراقية خطابين في اليومين الماضيين، كلاهما على طرفي نقيض، وذلك على أثر المظاهرات التي تكبر يوما بعد الآخر ضد نوري المالكي.. فهناك خطاب طائفي بامتياز، وهو خطاب عزة الدوري الفار منذ سقوط صدام حسين، والخطاب الثاني الذي يمثل وجهة نظر رجل دولة هو خطاب الدكتور إياد علاوي، فلمن يجب أن يستمع العراقيون؟ بالطبع فإن الخطاب الذي يجب أن يحظى بالاستماع، والاهتمام، هو خطاب إياد علاوي الذي يهدف إلى تصحيح المسار السياسي، ووضع حد لانزلاق العراق ككل إلى أتون الطائفية، والفشل السياسي وسط صراعات عطلت البلاد ككل، وألحقت الأذى بجميع مكوناتها. خطاب علاوي هو خطاب من يبحث عن مخرج للأزمة، ويقدم حلولا، أما خطاب الدوري الذي بث بشريط مسرب فهو خطاب طائفي مقيت لا يقدم إلا الدمار للعراق. خطاب الدوري وصفة خراب، أما خطاب علاوي فهو وصفة دواء، والفارق كبير. وعليه، فإن سُنّة العراق تحديدا، وعلى المستويات كافة، عليهم أن يتعلموا من أخطاء السنوات السبع الماضية بكل ما فيها؛ فالظلم لا يرفع بالطائفية، والعنف، والمقاطعة، ولو كان الخصم يمارس كل ذلك، ويتعنت به. صحيح أنها نصيحة قاسية، لكن لا بد أن يستمع لها سُنّة العراق اليوم، وخصوصا أنهم لا يقفون وحيدين أمام تصرفات الحكومة العراقية الحالية، بل إن هناك مجاميع عريضة في العراق تقف معهم، سواء من الأكراد، أو الشيعة، أو القوى المدنية السياسية، والتي يمثل خطاب علاوي مظلة لها، أما خطاب الدوري، وحديثه عن الصفوية، والخمينية، والهيمنة الفارسية، فإنه سيعيد العراق كله إلى المربع الأول بعد سقوط صدام حسين، حيث يتحزب كل طرف لجماعته، أو طائفته، وهذا خطأ قاتل. المفروض على جميع العراقيين، وتحديدا السُنّة الآن، الاستجابة لكل يد ممدودة للمساعدة على خروج العراق من مأزقه، وتفويت الفرصة على كل أعداء العراق، سواء الطائفيون مثل الدوري، أو إيران وأتباعها، وذلك من أجل تصحيح مسار العملية السياسية، وتنقيتها من الطائفية المقيتة، وإفشال مشروع الديكتاتورية الجديدة في العراق اليوم. فطالما أن مقتدى الصدر، رغم كل المآخذ عليه، قد صلى في مسجد السنّة، ومد اليد لهم لإفشال مشروع الديكتاتورية الجديدة، فالواجب، سياسيا، هو الرد على التحية بأفضل منها، وهذا يعني مزيدا من الوعي السياسي؛ فالدرس الذي لم تتعلمه منطقتنا كلها، وليس العراق وحده، للأسف، أنه في معركة الإقصاء لم ينجح أحد. فلن ينجح السنّة في إقصاء الشيعة، كما لن ينجح الشيعة في إقصاء السنّة، ولو استعانوا بإيران، وإنما سينجح الجميع عندما يتم بناء عراق واحد موحد لكل العراقيين، وبعدها فإن ما لله لله وما لقيصر لقيصر، وإن أغضبت هذه العبارة الشتّيمة، بكل مستوياتهم، حيث إن الشتامين باتوا على كل المستويات الآن في منطقتنا. وكما قلنا في مقال سابق، فقد تسعى إيران لإخراج المالكي، وقبل الأسد، لتفويت الفرصة على من يريدون إبعاد بغداد عن طهران، وأفضل وسيلة لقطع الطريق على الإيرانيين، وغيرهم، هي التصرف بوعي سياسي عقلاني بعيدا عن الطائفية، والطائفيين، وهذا لا يتحقق إلا إذا تذكرنا أن خطاب الدوري هو وصفة خراب، بينما خطاب علاوي هو وصفة دواء. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استمع لعلاوي وليس للدوري استمع لعلاوي وليس للدوري



GMT 07:48 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

البوفيه المفتوح والبوفيه الموارِب

GMT 07:42 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصطفى أمين.. محنة السجن وظلم السياسة

GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon