توقيت القاهرة المحلي 09:51:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وماذا عن إرهاب النظام السوري؟

  مصر اليوم -

وماذا عن إرهاب النظام السوري

طارق الحميد

أصدر الرئيس الأميركي أوباما بيانا علق فيه على العملية الإرهابية في أميناس الجزائرية قائلا: «اليوم.. أفكار الشعب الأميركي وصلواته تتجه نحو عائلات جميع الذين قتلوا أو جرحوا في الهجوم الإرهابي في الجزائر»، ومتعهدا بأن تتعاون بلاده مع السلطات الجزائرية لعدم تكرار ذلك العمل الإرهابي. والسؤال هنا: وماذا عما يحدث بحق السوريين؟ فأولا، وقبل كل شيء، فإن كل عاقل يدين الأعمال الإرهابية بكل أنواعها، وهذا ليس مجال مزايدات، وليس القصد التقليل من معاناة من اختطفوا من قبل إرهابيي «القاعدة»، وإنما السؤال هنا هو: وماذا عن مقتل قرابة أكثر من ستين ألف سوري على يد قوات نظام الأسد؟ فالإشكالية التي لا يفهمها الأميركيون، أو التي لا يريدون فهمها، أنهم يتعاملون مع منطقتنا، وأمنها، بتبسيط شديد، يجعل أزمة أميركا، أخلاقيا وسياسيا، أعمق وأكبر مما يعتقد البعض، فبيان الرئيس الأميركي تجاه ما حدث في الجزائر يعني أن واشنطن لن تتحرك، أو تتفاعل، إلا إذا تورطت «القاعدة»، وعدا ذلك فغير مهم. والإشكالية هنا أن نظام الأسد يواصل الليل بالنهار قتلا بالسوريين، ويستعين بجماعات طائفية محسوبة على إيران من العراق ولبنان، لقتال الشعب السوري، وهذا ليس كل شيء، بل إن الأسد يستخدم الطائرات الحربية لقصف المدنيين ورغم كل ذلك فإن الرئيس الأميركي يقول إن «أفكار الشعب الأميركي وصلواته تتجه نحو عائلات جميع الذين قتلوا أو جرحوا في الهجوم الإرهابي في الجزائر»! فماذا عن أكثر من ستين ألف قتيل سوري على يد الأسد؟ وماذا عن حالات الاغتصاب الجماعي بحق النساء؟ وماذا عن قتل الأطفال؟ وإذا قال البعض إن هذا حديث عاطفي، فإن عليهم، أي هؤلاء البعض، أن يشعروا بالخزي أولا، كما أن عليهم، وعلى الأميركيين ثانيا، أن يفكروا في ما ستشكله سوريا من خطر على كل المنطقة سواء طال أمد هذه الأزمة، أم سقط الأسد اليوم، طالما أن لا تدخل خارجيا حقيقيا يضمن مرحلة ما بعد الأسد. فإذا كان الغرب، وعلى رأسه أميركا، يعتقد أن ما يحدث في مالي، أو الجزائر، هو زلزال بالنسبة لأوروبا، وتحديدا فرنسا، فإن على الجميع أن يعي أن القادم في سوريا سيكون زلزالا على الجميع، سواء في المنطقة، أو دول المتوسط، فحجم الجرائم التي يرتكبها جيش النظام في سوريا، وبمساعدة واضحة من إيران وحزب الله، والطائفيين الآخرين في العراق، كفيل بخلق مزيد من الإرهابيين، بل إن سوريا ستكون بمثابة مصنع لتفريخ الإرهاب، فكلما طال الظلم والقهر والقتل، خصوصا مع إضافة البعد الطائفي، فإن مزيدا من الناس ستتطرف، ومنذ اندلاع الثورة السورية كان التحذير الدائم هو أن أفضل وسيلة لقطع الطريق على الإرهابيين الشروع بخطوات جادة لضمان رحيل الأسد، لكن هذا لم يحدث للأسف. وعليه، فالقصة ليست انتقاصا مما حدث في الجزائر، وإنما إدانة للتقاعس الأميركي تجاه إرهاب الأسد، وقصر نظر واشنطن التي لا ترى الخطر الحقيقي القادم بالمنطقة جراء ما يرتكبه جيش نظام الأسد من جرائم وإرهاب. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وماذا عن إرهاب النظام السوري وماذا عن إرهاب النظام السوري



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon