توقيت القاهرة المحلي 09:37:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دول الربيع لا تنقصها الخبرة

  مصر اليوم -

دول الربيع لا تنقصها الخبرة

طارق الحميد

تقول السيدة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، إن الربيع العربي جاء بقادة إلى السلطة ليست لهم خبرة في الحكم وإدارة الدولة، مما أدى إلى الارتباك والفوضى وغياب الأمن، مثل ما هو حادث في دول شمال أفريقيا، وهذا عذر غير مقنع، وإن كان يحرض على التساؤل: فإذا كان قادة الربيع ليس لديهم خبرة، فماذا يمكن القول على من وقف معهم، ودعمهم، وصدق شعاراتهم؟ فقد كان بالإمكان، وتحديدا في بعض دول الربيع العربي، أن تكون العملية الانتقالية مضمونة بشكل أكبر لو تمت بعمق ومسؤولية، بمعنى كتابة الدساتير أولا، وضمانات حقيقية تعطى للأقليات، واحترام العملية السياسية برمتها. وهنا يجب أن نتذكر أن الرئيس أوباما كان يطمح في رؤية وائل غنيم، مثلا، رئيسا منتخبا لمصر، فماذا عسانا أن نقول بعد ذلك؟! وعليه فإن القصة في دول الربيع العربي ليست قصة نقص الخبرة، والدليل ما يحدث في العراق، ومنذ سبع سنوات، حيث لم يتعلم أحد، أو ما هو حادث في السودان على مدى ردح من الزمان حتى انتهى الأمر بتقسيم البلد. الإشكالية الحقيقية في دول الربيع العربي ليست في نقص الخبرة بل نقص الرؤية، وغياب رجال الدولة، وذلك ناجم عن غياب المصداقية في النوايا، فالمنتصرون في حفلة الربيع العربي تنقصهم القناعة بأن الأوطان لا تبنى بالشعارات والوعود الواهية وإنما بالأنظمة والقوانين الواقعية، والعملية، والتي تستشرف المستقبل. كما أن الدول لا تبنى بالإقصاء وإنما بإحياء حس المسؤولية والمشاركة لدى الجميع، والدول لا تبنى من باب أن الناس ينقصهم الورع، وإنما بإدراك أن الناس بحاجة ماسة للأمن والأمان، والوظائف، والفرص، والتعليم، والحفاظ على كرامتهم. ويكفي أن نتذكر أن الخالق عز وجل منّ على عباده بأن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف، بينما جل قادة الربيع مشغولون بكيفية ترسيخ حكمهم وإقصاء الآخر. إشكالية دول الربيع العربي الحقيقية هي أنه لا أحد يكترث بالبناء، وجمع الناس، والمصالحة، والتوافق والتسوية، علما بأن جل قادة دول الربيع عائدون من الغرب، سواء في مصر، أو ليبيا، أو تونس، عاشوا في الغرب ورأوا واقعية الأنظمة، وقيمة القانون، والتعددية، والحريات، ورأوا الغرب بخيره وشره، وبعضهم يحملون جنسياته. لكن ما فعلوه حين دانت لهم السلطة هو الانقلاب على كل ما قيل إبان فورة الربيع العربي، وكل المفاهيم السياسية الحديثة، فخونوا من يخالفهم، وأقصوا من شاركهم في ميادين التحرير، وشكلوا تحالفات قائمة على استغلال اللحظة، وليس التهيئة لبناء مستقبل. وها هم يختلفون بعد توزيع غنائم السلطة، وأبسط مثال ما يحدث في مصر بين «الإخوان» والسلفيين، بل والأدهى من كل ذلك عندما تجد محسوبين على «الإخوان» في الخليج العربي، مثلا، وممن صدعوا رؤوسنا بالحريات والإصلاح، ينصحون علنا بضرورة «احتواء» الإعلام الليبرالي في مصر! ولذا، فإن الإشكالية ليست في نقص الخبرة، وإنما في غياب النوايا الصادقة، واستشراء الرغبة الجشعة بالاستحواذ على كل شيء، وكأن الأوطان مجرد غنيمة ميدان! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول الربيع لا تنقصها الخبرة دول الربيع لا تنقصها الخبرة



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon