توقيت القاهرة المحلي 07:44:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليل مصر طويل

  مصر اليوم -

ليل مصر طويل

طارق الحميد

   أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير (كانون الثاني) بمصر تقول لكل متشكك، أو متفائل، إن ليل مصر طويل، وإن المعارضة لحكم «الإخوان» حقيقية، وعميقة، وتزداد يوما بعد الآخر، رغم كل محاولات التنفيس التي تتم في مصر، سواء إعلاميا، أو سياسيا، أو حتى ترهيبيا. فما شهدته مصر كلها طوال يوم الجمعة الماضي، وما تبعه، يقول بأن لا استقرار في أرض الكنانة على المستوى المنظور طالما أن لا حلول جادة تتخذ هناك، وواقعية، لتطمين الناس والسير بمصر إلى الأمام. أحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير تقول إن أزمة مصر عميقة، وليست سهلة، ولا يمكن أن تفرض فيها حلول منقوصة، سواء بالقوة أو التذاكي، خصوصا أن هناك طرفا يشاهد، ويترقب كالصقر، وهو الجيش؛ فالنظام الإخواني لا يملك القوة الرادعة ليتمكن من تكميم الأفواه، أو فرض أمر واقع، فقوة الجيش لا تضاهى، هذا عدا عن التقارير الإعلامية الغربية التي تقول إن «الإخوان» لم يستطيعوا فرض سيطرتهم على مفاصل الدولة المصرية، سواء على مستوى التكنوقراط، أو الشرطة، وحتى الإعلام الرسمي وليس الخاص، هذا عدا عن قطاع الأعمال. إشكالية «الإخوان»، وليس بمصر وحدها بل في كل دول الربيع العربي، أنهم نفروا الجميع بشراهتهم على السلطة، ورغبتهم العارمة في الاستحواذ على كل شيء؛ من النقابات وحتى الرئاسة والبرلمان والشورى والحكومة، وهذا عبث سياسي لا يفعله حتى مبتدئ بالسياسة، فكيف بجماعة مارست العمل الحزبي طوال ثمانية عقود؟ أمر محير فعلا، وهو استعجال «الإخوان» لحصد كل شيء، والانقلاب على شركائهم في الثورة، علما بأن «الإخوان» كانوا من المتأخرين بالخروج على مبارك! ولذا فإن الحقائق تقول إن «الإخوان» يخسرون وبسرعة مذهلة ليس بمصر، وإنما في جل الدول العربية، فعندما تشاهد الناس ما تشاهده في مصر، خصوصا مع وقوع قتلى بصفوف المتظاهرين، فإنها، أي الناس، ترى «الإخوان» بنفس العين التي رأت فيها مبارك، أو غيره، خصوصا أنه في نفس يوم سقوط القتلى بمصر سقط في الفلوجة بالعراق ستة قتلى عراقيين من المتظاهرين ضد المالكي على يد الجيش العراقي! وعليه فطالما أن «الإخوان المسلمين» في مصر لم يدركوا خطورة الأوضاع في بلادهم، وحقيقة المعارضة لهم، خصوصا أن «الإخوان» قد وحدوا الجميع ضدهم بسبب الأخطاء القاتلة التي ارتكبوها في مصر، فإن ذلك يقول لنا إن «الإخوان» يخسرون، وأسرع مما اعتقد الجميع، سواء في مصر أو خارجها، والمهم بالطبع هنا هو الداخل المصري؛ فآخر ما يريده «الإخوان» أن يرثوا حكم دولة منقسمة، وانقسامها، أي مصر، جاء على يد «الإخوان» أنفسهم، مما يعني أن خسارة «الإخوان» ستكون مكلفة جدا، وهذا ما لم يتنبه له عقلاؤهم إلى الآن، حيث لا صوت معارض لما يفعله «الإخوان» من داخل الجماعة نفسها! ملخص القول أن ما يحدث في مصر يتطلب حلولا جادة جدا، وسريعة، وليس تذاكيا، أو مسكنات، وإلا فإن ليل مصر طويل، مثلما أن ليل «الإخوان» في المنطقة كلها سيكون شديد السواد! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليل مصر طويل ليل مصر طويل



GMT 07:42 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

مصطفى أمين.. محنة السجن وظلم السياسة

GMT 21:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ظاهرة إيجابية بين الأهلى والزمالك

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ترتيبات استقبال الإمبراطور العائد

GMT 08:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مجدي يعقوب والعطاء على مشارف التسعين

GMT 07:59 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

هل مسلحو سوريا سلفيون؟

GMT 07:58 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

عند الصباح

GMT 07:57 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أزمة الغرب الخانقة تحيي استثماراته في الشرق الأوسط!

GMT 07:56 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

القرضاوي... خطر العبور في الزحام!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon