توقيت القاهرة المحلي 00:46:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

معقولة يا فخامة الرئيس؟!

  مصر اليوم -

معقولة يا فخامة الرئيس

طارق الحميد

في مقابلتين صحافيتين منفصلتين رد الرئيس الأميركي على منتقديه الذين يقولون إن بلاده لم تتدخل بالشكل المناسب في الأزمة السورية على مدى عامين بالقول إنه ما زال يعمل جاهدا على تقييم مسألة ما إذا كان التدخل عسكريا في سوريا سيساعد في حل الصراع الدامي أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور! وبالطبع، فإن هذا ليس المذهل في حديث أوباما، حيث من حق أي دولة، وإن كانت القوة العظمى، أن تقيم مصالحها، لكن المذهل والمفزع هو قول أوباما متسائلا في مقابلة أجرتها معه مجلة «نيو ريببليك» الأميركية: «وكيف أقيم عشرات الآلاف الذين قتلوا في سوريا مقابل عشرات الآلاف الذين يقتلون حاليا في الكونغو؟!»! وهذا ليس كل شيء، بل إن أوباما أضاف غاضبا في مقابلة أخرى مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة تلفزيون «سي بي إس» الأميركية قائلا: «لن يستفيد أحد عندما نتعجل خطواتنا وعندما نقدم على شيء من دون أن ندرس بشكل كامل كل عواقبه»! وكما أسلفنا، فإن القصة ليست في أنه من حق الرئيس الأميركي أن يراعي مصالح بلاده أو لا، فكلنا يعي أن أميركا ليست جمعية خيرية، لكن القصة في منطق التبرير، فهل الكونغو مثل سوريا، مع كل الاحترام للكونغو، وضحاياها؟ وهل التقييم على مدى عامين من عمر الثورة السورية، ومع سقوط ستين ألف قتيل، يعتبر تعجلا! أمر محير! فما لا يدركه أوباما أن الأزمة الإنسانية في سوريا ستؤدي لكوارث أمنية وسياسية وطائفية ليس على المستوى المنظور، بل أعمق وأعقد وأطول! الواضح أن إشكالية الرئيس الأميركي، التي تتضح من تصريحاته، تكمن في فهمه أساسا للمنطقة، فما لا يدركه أوباما هو أن تجاهل ما يحدث في سوريا الآن سيحتم على بلاده أن تمضي الثلاثين عاما القادمة لمعالجة هذه الأزمة، وبطريقة أسوأ مما يحدث في أفغانستان التي تجاهلتها أميركا منذ الثمانينات، وها هي لا تزال تعالجها إلى اليوم! كما أن إشكالية الرئيس الأميركي أنه لا يفهم خطورة النظام الأسدي، وأن سقوطه سيزيل أهم عقبة أمام الاستقرار والسلام في المنطقة كلها، وأن رحيله يعني ضربة استراتيجية لإيران، مما قد لا يحوج واشنطن لتوجيه أي ضربة عسكرية لطهران على خلفية ملفها النووي، فسقوط الأسد سينعكس على الداخل الإيراني، لأن سقوطه يعني نهاية المشروع الإيراني التمددي في المنطقة، كما يكفي فقط تأمل تبعات سقوط الأسد على حزب الله، والأحزاب المتطرفة في العراق، والجماعات المتشددة في فلسطين. لذلك لا يملك المرء إلا أن يقول: معقولة يا فخامة الرئيس؟! فمنطق أوباما مخيف، وفهمه للمنطقة مرعب، ومثير للريبة، وخصوصا أنه الرجل الذي رأى في البحرين ثورة، ودفع مبارك للخروج، واليوم يقول إنه يعمل جاهدا لتقييم الموقف في سوريا! والمحبط أكثر هو: أين عقلاء المنطقة، وساستها؟! وأين الجهد الدبلوماسي في واشنطن؟! فحديث أوباما يقول إما أنه لم يسمع تقييمات جادة، وإما أنه أساسا لا يريد أن يسمع، وكلا الأمرين خطر. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معقولة يا فخامة الرئيس معقولة يا فخامة الرئيس



GMT 12:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امتلاك الأندية الأوروبية قوة ناعمة

GMT 08:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 08:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 08:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 08:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon