توقيت القاهرة المحلي 00:46:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القاهرة ليست الضاحية!

  مصر اليوم -

القاهرة ليست الضاحية

طارق الحميد

يبدو أن الرئيس الإيراني لم يتنبه إلى أن زيارة القاهرة ليست كزيارته للضاحية الجنوبية في لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، خصوصا عندما قام نجاد، وبحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، برفع علامة النصر في مؤتمره الصحافي بمقر الأزهر الذي التقى فيه الإمام الأكبر أحمد الطيب الذي أصدر بيانا قاسيا ضد النهج الإيراني ككل. الواضح أن نجاد اعتقد أن الإخوان المسلمين هم مصر، وأن ترحيبهم - أي الإخوان - به، يعني أن مصر كلها، ومعها العالم العربي، يرحبون بإيران، خصوصا بعد ما سمي بالربيع العربي، لكن ما حدث بالأزهر، والشارع المصري، قال ويقول لنجاد وإيران ككل إن القاهرة ليست الضاحية الجنوبية ببيروت، وإن نجاد والنهج الإيراني غير مرحب بهما في القاهرة. صحيح أن نجاد حظي بلقاء مصري رسمي «إخواني» كبير، والتقى الإمام الأكبر أحمد الطيب، إلا أن شيخ الأزهر كان حاسما، وأصدر بيانا قاسيا ومستحقا بحق نجاد والنهج الإيراني، عقائديا وسياسيا، حيث أكد شيخ الأزهر ببيانه أنه طالب نجاد بـ«عدم التدخل بشؤون دول الخليج»، كما طالبه بـ«احترام البحرين كدولة عربية شقيقة»، وأكد لنجاد «رفضه المد الشيعي ببلاد أهل السنة والجماعة». وقال البيان إن الإمام الأكبر «طالب بوقف النزيف الدموي بسوريا الشقيقة والخروج بها إلى بر الأمان»، كما طالب شيخ الأزهر نجاد بـ«ضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران، وبخاصة في إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين». وبالطبع فإن القصة لا تقف عند هذا البيان الأزهري القوي والحاسم، بل وكذلك ما حدث في المؤتمر الصحافي الذي عقده نجاد بمقر الأزهر الشريف، مركز الاعتدال الديني بمصر، حيث حدث توتر ملحوظ ومحرج للرئيس الإيراني، ونقلته كاميرات الفضائيات، مع وكيل الأزهر الشيخ حسن الشافعي الذي وجه انتقادات شديدة للمنهج الإيراني، خصوصا إساءة «بعض الشيعة للصحابة، وزوجات الرسول بشكل غير مقبول، مما يشوه العلاقات بين الشعبين»، الأمر الذي حدا بأحد مرافقي نجاد لمقاطعته والقول بأن «الرئيس يقول لك إن هذا الحديث محله الجلسة المغلقة بيننا»، وعندما أصر الشيخ الشافعي على مواصلة الحديث قاطعه نجاد قائلا باللغة العربية: «اتفقنا على الوحدة والأخوة»! لكن هذه الوحدة والأخوة اللتين يتحدث عنهما نجاد لم تكونا مقنعتين للمعارضين السوريين المقيمين بقاهرة المعز لدين الله، حيث تعرض نجاد لهجوم كاد يكون قاسيا حقا، بل ومؤذيا، وهو تهجم جسدي رفعت فيه الأحذية، هذا ناهيك عن اللافتات التي رفعت احتجاجا على زيارة نجاد للقاهرة؛ حيث قالت إحداها: «لا تظن يا نجاد أن الدم السوري يذهب هدرا.. سنقتص له قريبا من كل صفوي»! وعليه، فهل أدرك نجاد، وخلفه ملالي طهران، أن القاهرة ليست الضاحية الجنوبية؟ وهل أدرك الإخوان أن مصر، وأزهرها الشريف المعتدل، لا يقبلان تغول إيران، ولا استخدامها أيضا؟ نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القاهرة ليست الضاحية القاهرة ليست الضاحية



GMT 12:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امتلاك الأندية الأوروبية قوة ناعمة

GMT 08:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 08:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 08:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 08:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon