توقيت القاهرة المحلي 11:52:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسد المتوتر!

  مصر اليوم -

الأسد المتوتر

طارق الحميد

لم يبالغ وزير الخارجية البريطاني وهو يصف مقابلة بشار الأسد الأخيرة مع صحيفة «صنداي تايمز» بأنها «إحدى أكثر المقابلات الوهمية التي قام بها رئيس دولة في هذا العصر».. فمن يقرأ المقابلة بتمعن سيجد أن الأسد لم يقل شيئا عدا توجيه التهم، والإمعان في الوهم، وأنه أمام رجل متوتر.. فمثلا، كيف يمكن أن يفهم القارئ إجابة الأسد عن سؤال مفاده أن قبوله للحوار مع المعارضة الآن يعني أنه قد غير رأيه، حيث لم يكن يعترف بها من قبل، حيث يقول في المقابلة: «قد يفهم البعض أني غيرت رأيي لأنني لم أعترف بالكيان الأول للمعارضة ومن ثم اعترفت بالكيان الثاني. في الواقع إنني لم أعترف بأي منهما، والأهم من ذلك أن الشعب السوري لا يعترف بهم ولا يأخذهم على محمل الجد»، ثم يقول مضيفا، وهذا هو الأهم: «عندما يفشل منتج معين في السوق فإنهم يسحبون المنتج، يغيرون اسمه ويغلفونه بشكل مختلف ومن ثم يطرحونه مجددا في السوق، لكنه لا يزال على عيبه. الكيانان الأول والثاني هما نفس المنتج، لكن الغلاف مختلف».. فهل بعد هذا الوهم وهم؟ وهل بعد هذا التخبط تخبط؟ فهل يقبل الأسد بالحوار أساسا أم لا؟ وكيف يدعو للحوار ثم يقول إنه لا يعترف أساسا بالمعارضة، خصوصا أن الصحافية البريطانية قد سألته سؤالا محددا، وقاسيا، حيث قالت له: «عندما تستلقي في سريرك بالليل، هل تسمع الانفجارات في دمشق؟.. هل تشعر بالقلق على عائلتك؟.. هل تقلق من أن سلامتك الشخصية قد تتعرض للخطر؟». حقا إنها قمة التناقضات، والإمعان في الوهم. ولذا، فإنه لا جديد في مقابلة الأسد، فلا تصريحات سياسية أو رسائل يمكن أن يستشف منها أي رؤية للخروج من الأزمة. الجديد الذي قدمه الأسد في مقابلته هو الهجوم على السعودية، ولأول مرة على لسانه شخصيا، وليس عبر وسائل إعلامه، أو الإعلام الإيراني، وبالطبع هاجم الأسد تركيا، وتحديدا أردوغان، وقطر، لكنها المرة الأولى التي يهاجم فيها السعودية، وهو الأمر الذي تجنبه هو ورموز نظامه طوال العامين الماضيين.. عدا ذلك فلا جديد سوى أن الأسد بدا متوترا، وأفرط في مهاجمة الجميع، وتصوير الثورة على أنها مؤامرة كونية، وأنه آخر معاقل العلمانية في المنطقة، بل إن الأسد بدا في المقابلة وكأنه معمر القذافي في آخر أيامه، خصوصا أن المقابلة نشرت في نفس اليوم الذي كان يزور فيه رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب مناطق في ريف حلب! مقابلة الأسد تثبت لنا أمرا واحدا، وهو أن كل الحلول السياسية المنشودة، من خلال الحوار مع النظام، ما هي إلا إضاعة وقت مع أسد مستلقٍ سلم أمره لإيران وحزب الله، بل لا يمكن تصديق أن الروس سيذهبون إلى آخر المطاف مع رجل بهذا المنطق، والتفكير، خصوصا وهو يخسر على الأرض بوتيرة متصاعدة، وينوي الانتحار آخذا سوريا كلها معه إلى الهاوية. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد المتوتر الأسد المتوتر



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
  مصر اليوم - منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في موسم الرياض

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon