توقيت القاهرة المحلي 17:58:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

زلزال إيران «بروفة»!

  مصر اليوم -

زلزال إيران «بروفة»

طارق الحميد

في الوقت الذي أعلن فيه رئس منظمة الطاقة الذرة الإيرانية أن الجانب الروسي سيسلم محطة بوشهر النووية لإيران «بصورة تمهدة» أواخر الشهر الحالي، هز زلزال قوي منطقة قريبة من بوشهر التي تقع فيها محطة الطاقة النووية الإيرانية الوحيدة، كما امتد تأثير الزلزال لعدة دول خليجية. وهذا الزلزال الأخير في بوشهر ما هو إلا دليل جديد، أو «بروفة» لخطورة إيران النووية وليس على إيران نفسها وحسب، وإنما على دول المنطقة ككل، وليس لأسباب سياسية، وهذا أمر رئيسي يوجب الاعتراض على إيران نووية، وإنما أيضا بسبب الطبيعة الجغرافية الخطرة في إيران، وضعف أنظمة وإجراءات السلامة فيها، خصوصا وأن إيران قد تعرضت خلال السنوات الأخيرة لعدد من الزلازل التي خلفت أضرارا بشرية ومادية هائلة مما استدعى تدخل كثير من المنظمات والدول لمساعدتها! ويكفي أن نتأمل أنه بمجرد وقوع الزلزال في منطقة بوشهر يوم أمس، فقد شعر به سكان البحرين والإمارات وقطر وشرق السعودية، فكيف كان سيكون الأثر، لا قدر الله، لو كانت إيران نووية؟ ونقول إن زلزال بوشهر مجرد «بروفة» لأنه حدث في الوقت الذي يراوح الغرب فيه مكانه في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، ووسط تبريرات واهية من طهران حول حقها بتخصيب اليورانيوم، ووسط تلاعب من بعض الدول، مثل روسيا، من أجل تسجيل نقاط سياسية في لعبة المصالح مع الغرب، مما يعرض المنطقة كلها لخطر داهم وحقيقي، وليس نظير سياسات إيران المغامرة وحسب، بل وبسبب ضعف إمكانيات إجراءات السلامة فيها، مما يعرض أمن الخليج العربي وسلامته للخطر، وزلزال الأمس في بوشهر دليل على ذلك، بل إنه بمثابة رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن لا أحد يستطيع السيطرة على الطبيعة، والقصة ليست قصة بعد طائفي، كما يقول البعض في عملية تسطيح محيرة. وضرورة اتخاذ موقف حاسم في الملف النووي الإيراني لا يفرضها زلزال بوشهر وحسب، بل هناك درس آخر يجب أن يستفيد منه الغرب، وتحديدا، أميركا، وهو تهور الزعيم المراهق في كوريا الشمالية الذي يهدد أميركا اليوم بالحرب، حيث يسقط سلوك القائد الكوري الشمالي مقولة، إن الدول تشعر بالرشد حين تمتلك السلاح النووي لأنه يمنح تلك الدول الإحساس بالقيمة والانتصار الذاتي. وهذا ما يقال عن إيران اليوم من قبل البعض في الغرب، وما قيل عن الهند في الأمس، وهو غير صحيح، فالهند لم تكن توسعية ومثيرة للفتن من قبل أن تحصل على سلاحها النووي، ولم يعرف عن النظام الهندي المغامرة، والمقامرة. وها هو السلاح النووي لم يعقل باكستان، ولم يرشدها، والقصة تطول. ملخص القول إن حجرا يرميه مجنون يرهق مائة عاقل، كما يقول المثل، ومشروع متطرفي إيران سيرهق العالم بأسره وليس المنطقة، وزلزال بوشهر يوم أمس خير دليل، وتوقيته هو بمثابة تعليق الجرس للجميع من خطورة الملف النووي الإيراني سواء على طهران أو المنطقة ككل، وضرورة التعامل مع ملف إيران النووي بجدية. نقلاً عن جريدة " الشرق الأوسط "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زلزال إيران «بروفة» زلزال إيران «بروفة»



GMT 09:03 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 09:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 09:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 08:59 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 08:57 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 08:55 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 08:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon