توقيت القاهرة المحلي 15:37:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا.. ما الذي يريده الإبراهيمي؟

  مصر اليوم -

سوريا ما الذي يريده الإبراهيمي

مصر اليوم

  نفى السيد الأخضر الإبراهيمي في اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن نيته الاستقالة من مهمته بسوريا، مضيفا: «إن التدخل العسكري غير ممكن وغير مرغوب فيه». ومطالبا مجلس الأمن بـ«الاعتراف بأن هذه الأزمة هي أخطر أزمة موجودة في العالم، وإذا كانوا حقيقة مسؤولين عن السلم والأمن في العالم، فلا يمكن أن يتخاذلوا وألا يعطوا القضية كل الاهتمام الذي تحتاجه»!. والحقيقة أن تصريحات الإبراهيمي هذه غير مفهومة، ولا نعلم ما الذي يريده منها، فمن ناحية هو يعلن عن استمراره، على الرغم من قوله: «أستيقظ كل يوم وأفكر أنني يجب أن أستقيل»، ثم يقول إن الأزمة السورية هي الأخطر في العالم، مطالبا مجلس الأمن بتحمل مسؤوليته عن السلم والأمن في العالم، لكنه يقول إن التدخل العسكري غير ممكن وغير مرغوب فيه، فما الذي يريده الإبراهيمي تحديدا؟ عدد القتلى في سوريا جاوز التسعين ألفا، ونظام الأسد مستمر في جرائمه، والروس والإيرانيون لا يزالون يدعمونه، وحزب الله يقاتل ضد السوريين، والأسد يهدد الأردن، فما الذي يمكن فعله بعد كل ذلك؟ من المؤكد أن الإبراهيمي يتحدث بلغة دبلوماسية، لكنها فضفاضة وما سيفهمه الأسد منها هو أن عليه مواصلة القتل وعدم الاكتراث بالمجتمع الدولي، وعدم الانشغال بعواقب التدخل العسكري غير المرغوب به وغير الممكن وفقا للإبراهيمي.. هذا ما سيفهمه الأسد بكل تأكيد. وإذا كان الإبراهيمي يطالب مجلس الأمن بالتدخل لاتخاذ قرارات جادة تجاه الأزمة السورية فما هي تلك القرارات؟ ومن سيلزم الأسد أصلا بتنفيذها ما لم تكن تلك القرارات تحت الفصل السابع الذي يعني استخدام القوة لإجبار الأسد على التجاوب، وهو الأمر الذي يرفضه الإبراهيمي بقوله إن «التدخل العسكري غير ممكن، وغير مرغوب فيه»؟ أمر محير بالفعل، ولا يستقيم، بل إن تصريحات الإبراهيمي هذه تذكرنا بتصريحات أمين عام جامعة الدول العربية المتناقضة، منذ بدء الأزمة السورية، التي تقود إلى اللاحلول! كما أن تصريحات الإبراهيمي هذه توحي وكأن المطلوب هو التوصل لاتفاق من نوعية أنصاف الحلول التي عرفتها منطقتنا في العقود الثلاثة الماضية والتي قادت إلى الأوضاع التي تشهدها منطقتنا الآن، ومنها ظهور حزب الله، وتدخل إيران في الشؤون العربية، واستقواء حماس، والإخوان، وخلافه من عوارض الضعف والمرض العربي الذي يقود إلى تفتيت دولنا للأسف. الواقع أمامنا يقول إن الأزمة السورية بلغت مرحلة اللاعودة، ولا تجدي بها أنصاف الحلول وإلا فستكون العواقب وخيمة، وهذا ليس بفعل الثوار، وإنما بسبب جرائم الأسد، وتقاعس المجتمع الدولي الفاضح، وتواطؤ روسيا وإيران، وحتى إسرائيل، المستفيدة الأكبر من تعميق الأزمة. ولذا فإن الحل الأنجع في سوريا، والذي تفرضه الأحداث، يتركز في أمرين، أولهما تسليح الثوار بأسلحة نوعية، والثاني العمل الجاد للتعامل مع مرحلة ما بعد الأسد، عدا عن ذلك فإنه ليس مضيعة وقت وحسب، بل هو تواطؤ مع الأسد. tariq@asharqalawsat.com   نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا ما الذي يريده الإبراهيمي سوريا ما الذي يريده الإبراهيمي



GMT 15:37 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

GMT 15:33 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ليلى رستم نجمتنا المفضلة

GMT 08:16 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

انتخابات النمسا وأوروبا الشعبوية

GMT 08:14 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

معضلة الدستور في سوريا

GMT 08:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تقاتلوا

GMT 08:10 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

سوريا بعد الأسد واستقبال الجديد

GMT 08:09 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

الموسوس السياسي... وعلاج ابن خلدون

GMT 08:07 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

تسييس الجوع والغذاء

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon