توقيت القاهرة المحلي 21:29:50 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المعركة التي يجب أن نخوضها

  مصر اليوم -

المعركة التي يجب أن نخوضها

مصر اليوم

يجب أن تخوض منطقتنا معركة مستحقة، وهي ليست عسكرية، بل أخطر، وهي معركة الوعي الغائب، والدليل موجة التضليل والإشاعات التي اجتاحتنا مع ثورة التكنولوجيا، وهو ما تجلى في الأحداث الكبرى التي مرت بها المنطقة، وآخرها الربيع العربي، وتداعياته. للأسف الشديد باتت منطقتنا ضحية الإشاعات والتضليل الذي يستهدف الجميع حيث لا فرق بين متعلم أو غير متعلم، بل إننا نرى حكومات تقع ضحية التضليل، سواء على مستوى أجهزة، أو مسؤولين. واليوم بمنطقتنا ماكينات تضليل وتزوير مهولة سواء على مستوى الإعلام التقليدي أو الجديد، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، وهناك أجهزة تتبع لدول مهمتها بث هذا التضليل، وإثارة الرأي العام بالإشاعات، حيث تزوير الصور، والأفلام، وبالطبع التصريحات. وليس الحل في المنع والحجب، والرقابة الحكومية المفرطة، فهذا ضرب من الخيال، فالمطلوب اليوم، بل المفروض، أن يصار إلى تدريس مادة في السنة الأولى الثانوية معنية بشرح مصادر المعلومات، وأدوات البحث، خصوصا فيما يتعلق بالإنترنت، والمراجع، تعنى بشرح مفهوم وسائل الإعلام التقليدية للتفريق بين الإعلام الرصين وغير الرصين، أو الصحافة الصفراء، وكذلك أنواع الخبر ومصادره، وضرورة التثبت في تلقي الأخبار، واستيعاب أن ليس كل ما ينشر بالإنترنت حقائق، أو معلومات جديرة بالثقة، وذلك يبدأ من فهم الفرق بين (.com) و(.gov) و(.edu). ومعرفة أن وسائل التواصل الاجتماعية ليست كالإعلام التقليدي، المحاسب والمسؤول، وأنه لا يمكن الاعتداد بكل ما ينشر فيها، أو أخذه كمصدر من مصادر الأخبار. وذلك ينطبق أيضا على وسائل التواصل الاجتماعية الأخرى من واتساب، وبلاكبيري، وغيرهما من الوسائل المتوفرة، أو المستجدة. والأمر نفسه ينطبق على البحوث العلمية، وخلافه، التي يستند عليها الطلاب، وحتى الإعلاميون، وإلا فكيف نفسر، للأسف، وقوع بعض وسائل الإعلام في فخ نقل صور مزورة من الإنترنت، مثل صور الأطفال القتلى السوريين التي نشرت على أنها من مصر مؤخرا؟ وكيف نفسر انشغال الصحافة السعودية، مثلا، بإشاعة الإثيوبيين التي اتضح أنها مختلقة، وغيرها من الأخبار المزورة سواء من قبل نظام الأسد، أو إيران وحزب الله، وكذلك التضليل الذي تقوم به الإخوان المسلمون، أو حملات الحركيين؟ بل بماذا نفسر انتشار ونشاط «القاعدة» على الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي؟ هذا فضلا عن الحملة المنظمة لضرب مصداقية الإعلام التقليدي! كل ذلك يستلزم ضرورة التوعية من خلال المؤسسات التعليمية المطالبة أيضا بتدريس حقوق الملكية الفكرية الضامن الوحيد، مع التوعية، لمنع الانفلات الإعلامي الحاصل اليوم، فمثلا، لا نرى مواقع إخبارية غربية بنفس الكثافة التي بمنطقتنا والسبب أن تكلفة إطلاق تلك المواقع بالغرب لا تقل عن تكلفة إنشاء صحيفة رصينة بسبب ضرورة توافر شروط حقوق الملكية الفكرية، وليس إنشاء مواقع والسطو على أخبار ومقالات المؤسسات الإعلامية الأخرى ونشرها كما يحدث بمنطقتنا! ولذا فلا بد من تدريس مادة خاصة بالتوعية بمصادر المعلومات، وطرق البحث الأساسية، وحقوق الملكية، لأن ثمن التضليل فادح سياسيا وأمنيا واقتصاديا وفكريا. tariq@asharqalawsat.com نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المعركة التي يجب أن نخوضها المعركة التي يجب أن نخوضها



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:47 2020 الثلاثاء ,11 شباط / فبراير

ميسي وصيفا لـ محمد صلاح تسويقيا

GMT 16:55 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

السويد تعتقل عراقيا اتهمته بالتجسس لصالح إيران

GMT 06:05 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرّف على الفوائد الصحيّة لفيتامين "ك" ومصادره الطبيعية

GMT 05:39 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

حقيقة إصابة خالد الغندور بفيروس كورونا

GMT 07:44 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

سيفاس يفوز على دينيزليسبور بصعوبة في الدوري التركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon