توقيت القاهرة المحلي 06:45:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السيناريو السوري في مصر!

  مصر اليوم -

السيناريو السوري في مصر

طارق الحميد

لا بد أن الذين انتخبوا الدكتور محمد بديع، مرشدا عاما لجماعة الإخوان، في يناير (كانون الثاني) 2010 يندبون حظهم الآن، لسوء ما فعلوه، ويتمنون لو عاد بهم الزمان، ليصححوا خطأهم، ويُبعدوا هذا الرجل عن الجماعة، لولا أن الزمان، كما نعرف، لا يعود، ولولا أن «لو» هذه، تفتح عمل الشيطان.. لا أكثر! ولا بد أن هؤلاء الذين يندبون حظهم، هم أنفسهم، كانوا قبل عام بالضبط من الآن، وتحديدا يوم انتخاب «مرسي» رئيسا لمصر، يفركون أيديهم، فرحا، وبهجة، وسرورا، واستبشارا، لأن واحدا منهم، قد وصل إلى السلطة أخيرا، وأخيرا جدا، وبعد نضال من الجماعة كلها، دام 83 عاما، منذ نشأتها على يد حسن البنا، عام 1928 إلى أن تخلى مبارك عن الحكم، في 2011. لا بد، إذن، أنهم عاشوا لحظة الفرحة هذه، بمثل ما عاشوا ويعيشون لحظة التعاسة في وقتنا الراهن، غير أن الأمور، تقاس، كما قيل، بخواتيمها. وسوف يأتي يوم، يقال فيه، عن محمد بديع، المرشد العام الثامن للجماعة، إنه إذا كان قد صعد بجماعته، إلى ذروة الحكم في مصر، فإنه هو نفسه قد هوى بها إلى سابع أرض، وكأنه، بحق، رجل الصعود المتألق، ثم السقوط المدوي معا! ولو أن أحدا سأل، عما إذا كان في إمكان بديع، منذ اللحظة الأولى، أن يؤمِّن صعود الإخوان، فسوف يكون الجواب، أن هذا كان ممكنا جدا، بل وكان مطلبا معلنا، من كثيرين، خارج الجماعة. فحين تخلى مبارك عن السلطة، بدت هذه السلطة، في وقتها، وكأنها مُلقاة في الشارع، في انتظار من يلتقطها، وكان واضحا في ذلك الحين، أن الإخوان، هم الأكثر استعدادا لمهمة من هذا النوع، وإن لم يكونوا، كما اتضح لاحقا، الأكثر أهلية لها، أو قدرة عليها! ولأن المبدأ الساري داخل الجماعة، هو مبدأ السمع والطاعة، دون مناقشة، فإن أحدا في داخلها، لم يملك القدرة على أن يناقش المرشد العام الثامن، في أن الفرصة إذا كانت قد واتتهم بهذه الصورة المفاجئة، فليأخذوها خطوة، خطوة، لأن الانقضاض عليها، لن يكون مأمون العواقب أبدا.. لم يملك أحد، في داخل الإخوان كجماعة مغلقة على نفسها بطبيعتها، أن ينصح بديع، بما كان يجب أن ينصحه به، كل حريص على الجماعة، وعلى نضالها، ثمانية عقود وثلاث سنوات، في سبيل هذه اللحظة التي فاجأتها، ففقدت توازنها، إزاءها، منذ الوهلة الأولى! ولأن العقل في مواجهة لحظة حاسمة، كان غائبا ومغيبا في آن، فقد اندفع الإخوان، نحو السلطة، بجنون، ولم يكونوا يكتفون بجنون الاندفاع نحوها، وإنما كانوا في الوقت نفسه، ويا للأسى والأسف، يخدعون الناس، ولا يقولون الحقيقة لهم، علنا، وجهارا، ودون خجل، ثم دون أن ينتبهوا إلى أن هذا، كان مكشوفا للغاية، أمام ملايين المصريين. قالوا في البداية، إنهم سوف ينافسون على ثلث مقاعد البرلمان، وقد صدقهم الرأي العام تماما، ولماذا لا، وهم كإخوان، يتحدثون دوما بما قال الله تعالى، وقال رسوله الكريم، فإذا بهم، فجأة، يتحللون من كلامهم، ومن وعدهم، وينافسون على جميع المقاعد، في جميع الدوائر، وبدت العملية في مجملها منهم، وكأنها عملية استيلاء وسطو على برلمان البلد، قبل أن تكون مجرد رغبة طبيعية، في الوجود العادي فيه!. وحين نتجاوز البرلمان، إلى انتخابات الرئاسة، سيتبين لنا أنهم قالوا، ثم أكدوا، أنهم لن يخوضوها، وقد صدقهم الناس الغلابة أيضا، فإذا بهم عند فتح باب الترشيح، يتقدمون بمرشحين اثنين، أحدهما أساسي هو خيرت الشاطر، والآخر احتياطي هو محمد مرسي، فكانت الرئاسة من نصيب هذا الأخير!. وما حدث مع البرلمان، ثم مع الرئاسة، تكرر بحذافيره مع دستور البلاد، عندما استأثروا به، واستحوذوا عليه، وأبعدوا الآخرين كافة، فصدر دستورا إخوانيا بامتياز!. كان المصريون في عمومهم، يتابعون هذا كله، وهم غير مصدقين، وكان كل مصري يتلفت حوله، فيُصاب بفزع، وهو يرى كيف أن الجماعة تتعامل مع البلد، على أنه غنيمة حرب لها وحدها، ثم إن ما زاد من هلع المصريين، أن هذه الحالة من النهم، التي سيطرت على الجماعة، منذ ما بعد 25 يناير 2011 كانت هي نفسها، التي استبدت بمحمد مرسي، على مدى عام له في الحكم، ولذلك، كان السقوط المروع، في 30 يونيو الماضي، نتيجة طبيعية سبقتها مقدماتها التي لم تكن تخطئها عين. والسؤال هو: ماذا سوف يكتب التاريخ عن محمد بديع؟! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيناريو السوري في مصر السيناريو السوري في مصر



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon