توقيت القاهرة المحلي 01:45:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر.. هل استوعب الأميركيون الدرس؟

  مصر اليوم -

مصر هل استوعب الأميركيون الدرس

طارق الحميد

هناك من هم على قناعة في مصر بأن الإدارة الأميركية الحالية قد تحالفت مع «الإخوان المسلمين» وأسهمت في وصولهم للحكم حتى تدخل الجيش وأنهى حقبة «الإخوان» الإقصائية في مصر، وما عزز هذه الشكوك هو الموقف الأميركي المتخبط تجاه الأحداث في مصر منذ سقوط «الإخوان» وعزل مرسي. إلا أنه قد صدر أخيرا، الخميس الماضي، تصريح لافت وبارز لوزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول فيه، إن الجيش المصري كان «يستعيد الديمقراطية» عندما عزل الرئيس مرسي، كما قال كيري لتلفزيون «جيو» الباكستاني، إن «طلب الملايين من الشعب للجيش أن يتدخل كان خشية الانزلاق إلى الفوضى والعنف»، مضيفا أن الجيش المصري «لم يستولِ على السلطة وفقا لأفضل تقييم لنا حتى الآن»! فكيف يمكن أن نفهم هذا التصريح الأميركي؟ وهل هذا يعني نهاية التحالف الأميركي مع «الإخوان» في كل مكان بالمنطقة، خصوصا ونحن نرى ما يحدث في تونس وليبيا؟ أعتقد أن الإجابة الأسهل لهذه الأسئلة هي أن الإدارة الأميركية الحالية لم تكن تملك تصورا حقيقيا للمنطقة ومشكلاتها منذ البدء، وزاد الأمر سوءا بعد الربيع العربي، سواء في مصر أو سوريا، أو غيرهما في المنطقة، فالربيع العربي جاء في اللحظة التي كانت الإدارة الأميركية مشغولة فيها أكثر بالداخل الأميركي والهم الاقتصادي هناك، وكذلك الشروع بالانسحاب من العراق وأفغانستان، أي من مناطق الحروب الحقيقية، وكانت إدارة أوباما تعتقد أنه مجرد أن تكون مختلفا عن نهج بوش الابن بالمنطقة فإن من شأن ذلك حل أعقد الملفات! وبالطبع فإن ذلك غير صحيح، وها هو أوباما وإدارته، يتعلمون درسا قاسيا، لكن على حساب المنطقة بالطبع، والحالة الأبرز هي مصر، ويكفي تأمل تعامل إدارة أوباما مع مصر الآن، ومقارنتها بموقف إدارته يوم اعتقدت أن ما حدث في البحرين كان ثورة! كل ذلك يقول لنا إن واشنطن لم تكن تملك سياسات واضحة تجاه المنطقة ودول الربيع العربي، بل إن الإدارة الأميركية كانت متخبطة وحالمة أكثر مما ينبغي، بل ولم تتفهم طبيعة المنطقة، وطبيعة اللاعبين الأساسيين فيها، ويكفي فقط تأمل الموقف الأميركي من الأزمة السورية منذ اندلاعها وحتى اليوم! والأمر الآخر، وهو ما قلناه مرارا، بأن تصرف وكأن أميركا غير موجودة، فلولا موقف الجيش المصري لكان التماهي الأميركي مع «الإخوان» مستمرا حتى الآن، وعلى حساب مصر الكيان، وعلى حساب المصريين. ومن هنا يمكن القول إنه ربما تكون واشنطن قد حسمت أمرها في الملف المصري، بعد أن بات لديها سياسات واضحة، إلا أن الحقيقة هي، وخصوصا مع إدارة أوباما، أن على دول المنطقة أن تتصرف وفق واقعها، وكأن أميركا غير موجودة.. افعل الصح، وافرض أمرا واقعا، وستتبعك إدارة أوباما بكل برغماتية، وهذا ما حدث ويحدث الآن في مصر. وبالطبع، لا يمكن إغفال قوة أميركا، لكن لا يمكن أيضا المراهنة دائما على وعي الإدارة الأميركية الحالية!  نقلاً  عن جريدة " الشرق الأوسط "

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر هل استوعب الأميركيون الدرس مصر هل استوعب الأميركيون الدرس



GMT 12:01 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تمادت كثيرا يا جلالة الملك!

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

‎العدوان مستمر حتى 20 يناير

GMT 11:58 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

امتلاك الأندية الأوروبية قوة ناعمة

GMT 08:24 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض في مواجهة اليوم التالي

GMT 08:22 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

نكسة الإعلام الأميركي

GMT 08:17 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

3 ركائز لسياسة ترمب في الشرق الأوسط

GMT 08:14 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أفول الأوبامية: النخب المتعالية ودرس الانتخابات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
  مصر اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 21:37 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
  مصر اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 23:02 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
  مصر اليوم - هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025

GMT 19:53 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

سقوط طائرة في كولومبيا ومقتل 7 من ركابها

GMT 17:57 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

شبح مورينيو يعود للظهور في مانشستر يونايتد

GMT 08:54 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

الأهلي يكشف أسباب أزمة المؤجلات

GMT 14:16 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

أداما تراوري يُبرز جدية ليونيل ميسي في التدريبات

GMT 09:59 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

طليق رانيا يوسف يوجّه رسالة لها بعد أزمة فستانها الفاضح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon