توقيت القاهرة المحلي 14:21:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يستفيد الأسد مما يحدث في مصر؟

  مصر اليوم -

هل يستفيد الأسد مما يحدث في مصر

طارق الحميد

هناك حالة فرز شديدة في المواقف؛ عربيا وإقليميا ودوليا، حيال ما يحدث بمصر، وهو فرز ينطوي على تناقضات من شأنها إحداث انقلابات حادة في المواقف، فهل يستفيد بشار الأسد من ذلك؛ خصوصا أن هناك محاولات لتصوير ما يحدث بمصر على أنه مشابه لما يحدث في سوريا؟ هذا ما تفعله قطر وتركيا الآن، إضافة لبعض المواقف الغربية المدفوعة إما بجهل أو تخبط، أو لأسباب أخرى منها الاستثمار الطويل في العلاقات مع «الإخوان»، التي تعمقت في فترة أوباما بجهود تركية. ومما عزز التقارب الأميركي - الإخواني أيضا جهل بعض دوائر واشنطن بحقيقة «الإخوان»، حيث من السهل خداع الأميركيين بشعارات براقة مثل الديمقراطية والحريات وغيرها دون ضمانات جادة للتنفيذ، كما فعل «الإخوان» مع واشنطن، أو كما يفعل نوري المالكي الآن! والأهم في العلاقات الأميركية - الإخوانية بالطبع هو ضمان أمن إسرائيل بصبغة إسلامية، وهو ما أجاده «الإخوان» طوال عام من حكمهم لمصر. والحق أن «الإخوان» نجحوا مطولا في خداع واشنطن؛ حين قدموا أنفسهم كـ«معتدلين» بعد أحداث سبتمبر (أيلول) الإرهابية بنيويورك، رغم أن جل قيادات «القاعدة» كانت إما من المنتمين لـ«الإخوان» سابقا، أو قريبة منهم، وها هي طالبان اليوم تدين إسقاط «الإخوان»! وبالطبع نجح الخداع الإخواني بذريعة «النموذج التركي» الذي لم يخدع الغرب فحسب؛ بل وكثرا بمنطقتنا ممن تناسوا أن «انفتاح» أردوغان لم يتبلور في الأروقة السياسية، بل في السجن بسبب «عصا» الجيش التركي!حسنا، تذكر الآن كل الجهود التي يبذلها الأسد لتصوير ما يحدث بسوريا على أنه إرهاب، وأنه، أي الأسد، آخر معاقل العلمانية بالمنطقة، لتجد أن الصورة باتت أشد تعقيدا! كيف نفسر معاداة تركيا وقطر للأسد ومعاداتهما في الوقت نفسه لمصر الآن؟ كيف تشرح للغرب وسط هذا التضليل والصراخ، كالذي يفعله بعض الساسة في تركيا، أن ما يحدث بمصر هو محاولة للحفاظ على الدولة من الإرهاب الإخواني؟ وكيف تشرح هبة الغرب لنجدة «الإخوان» ضد رغبة ملايين المصريين بينما يتخلى الغرب عن السوريين الرافضين للأسد الذي قتل ما يفوق المائة ألف سوري؟ بل كيف يطالب الغرب المعارضة السورية بنبذ الإرهابيين، بينما يدافع الغرب عن إرهاب «الإخوان» بمصر، متجاهلا، مثلا، صوت مؤسسة بحجم الأزهر؟ إنها صورة قاتمة شديدة التعقيد، ويزيدها سوءا التشنج والتضليل الذي يقوم به «إخوان الخليج»، حيث يضفي ذلك بعدا سيئا على الثورة السورية، ويكفي ملاحظة أن أحدا لم يكترث بتصريحات حسن نصر الله الطائفية حيال قتال حزبه بسوريا، بما في ذلك الغرب الذي يدعي الخوف على مصر الآن! ومن هنا، فإن المؤكد هو أن ما يحدث بمصر لن يكون طوق نجاة للأسد، لكنه مضر بالثورة السورية دون شك، وهذه معادلة معقدة، ولكي ندرك أبعادها فعلينا أن نتساءل، مثلا: كيف سيكون بمقدور تركيا التعامل الآن مع حلفائها العرب ضد الأسد بعد كل تصريحات أردوغان الأخيرة حيال مصر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستفيد الأسد مما يحدث في مصر هل يستفيد الأسد مما يحدث في مصر



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon