توقيت القاهرة المحلي 14:21:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قالها القذافي قبل الأسد!

  مصر اليوم -

قالها القذافي قبل الأسد

طارق الحميد

مع تزايد فرص التدخل العسكري الدولي ضد نظام بشار الأسد خرج وزير إعلامه مهددا بأن التدخل لن يكون نزهة، و«سيترك تداعيات خطيرة جدا في مقدمتها فوضى، وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته»! فهل لمثل هذه التصريحات أي قيمة؟ الإجابة: لا! منذ بدء الثورة السورية والأسد يهدد بإحراق المنطقة ككل، والحاصل على الأرض هو أن الأسد نفسه يترنح، وبقاءه للحظة مرهون بالدعم الإيراني، وقتال حزب الله إلى جانبه، فرغم كل تهديدات الأسد فإنه محاصر بدمشق، وفاقد للسيطرة على أكثر من نصف سوريا، ويحدث كل ذلك من دون تدخل عسكري جاد من قِبل المجتمع الدولي، وإنما بسبب المواجهات مع الجيش الحر الذي يعاني من نقص الأسلحة النوعية، فكيف بعد كل ذلك يكون بمقدور الأسد إحراق المنطقة؟ الحقيقة أن تهديدات الأسد لا تختلف كثيرا عن تهديدات معمر القذافي من قبل، ورأينا كيف انتهى القذافي شر نهاية، فما الجديد اليوم لدى الأسد حتى يهدد بإحراق المنطقة؟ لا شيء! هل يحاول الأسد، مثلا، إشعال الحرب الأهلية في لبنان؟ حينها لن يكون هو الخاسر الوحيد، بل حليفاه إيران وحزب الله! وهل ينوي الأسد القيام بعمليات إرهابية في الخليج؟ من شأن ذلك أن يكون بمثابة قاصمة الظهر لعملاء إيران هناك! إذن ما خيارات الأسد؟ ليس أمامه إلا الانتحار، بمعنى استخدام ما لديه من أسلحة كيماوية بسوريا، أو إسرائيل، وهذا يعني أيضا خسارة فادحة ليس للأسد وحده، وإنما لإيران وحزب الله، عربيا ودوليا، فحينها ستكون العواقب تاريخية، لا آنية وحسب. وإذا كان الأسد يعوّل، مثلا، على تدخل عسكري على الأرض فإن أحدا لا يطالب بذلك، وإنما المؤشرات تقول إن باباً من جحيم سيفتح فوق الأجواء السورية على الأسد وقواته، وحينها قد نسمع أول تسجيل صوتي للأسد، مثله مثل القذافي! ومن الصعب أيضا توقع تدخل إيراني عسكري ضد المجتمع الدولي دفاعا عن الأسد، لأن إيران تدرك عواقب ذلك عليها وعلى حزب الله، وإنما علينا توقع الرد الإيراني بعد سقوط الأسد، فحينها ستفعل طهران المستحيل لجعل سوريا دولة فاشلة ما لم يكن لها دور هناك يضمن مصالحها، ويفك الحصار عن حزب الله، وهذا ما يجب التنبه له الآن، وليس تهديدات الأسد التي لا قيمة لها. ويكفي أن نلاحظ أن من يناور بإعلان موافقة الأسد على التفتيش حول استخدام الكيماوي في الغوطة هو وزير الخارجية الإيراني وليس وليد المعلم، رغم اتصال وزير الخارجية الأميركي بالمعلم، الذي يبدو اتصال الفرصة الأخيرة، على غرار لقاء جيمس بيكر وطارق عزيز في جنيف قبل حرب عاصفة الصحراء! ولذا فلا قيمة الآن للتهديدات الصادرة من الأسد ونظامه حول التدخل العسكري الدولي المرتقب، كما ليس مهما التهديدات الإيرانية الآنية، الأهم هو التحسب من الآن للدور الإيراني التخريبي في سوريا ما بعد الأسد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قالها القذافي قبل الأسد قالها القذافي قبل الأسد



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon