توقيت القاهرة المحلي 06:52:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أردوغان والتطاول على شيخ الأزهر

  مصر اليوم -

أردوغان والتطاول على شيخ الأزهر

طارق الحميد

ذهب رئيس وزراء تركيا بعيدا في انتقاداته لمصر حيث لم يكتفِ بالموقف السياسي الرافض للإطاحة بالإخوان المسلمين، بل قام بإطلاق تصريحات مسيئة تطاول فيها على الأزهر الشريف، وأمامه الشيخ أحمد الطيب، ولا يمكن النظر إلى تصريحات أردوغان هذه على أنها موقف سياسي وحسب، بل هي أكبر من ذلك. تعريض أردوغان بالأزهر لا يمكن فصله عن النهج الإخواني ككل والساعي للتشكيك بالمؤسسات والقيادات، فالمنهج الإخواني منذ تأسيسه هو هدم المؤسسات السياسية بهدف نقض الاستقرار السياسي، وهدم المؤسسات الدينية بهدف نقض الشرعية الدينية للدولة. فعلها الإخوان في مصر، حتى حين كانوا في سدة الحكم، حيث سعوا لتشويه سمعة القضاء والجيش والإعلام، وبالطبع الأزهر وقياداته، وكان الهدف واضحا، وهو تعبئة الرأي العام لتتسنى للإخوان السيطرة على مفاصل المجتمع، من خلال السيطرة على مؤسساته. ولم يكتفِ الإخوان بفعل ذلك في مصر وحسب، بل في كل المنطقة، حيث يتم تصوير الأنظمة المعتدلة المخالفة لهم بالعمالة للغرب، علما بأن الإخوان هم من يستعين بالغرب من أجل ضمان حكمهم! وفعل الإخوان نفس الأمر تجاه الجماعات الإسلامية الأخرى التي انساقت خلفهم في قصور سياسي واضح، حيث قام الإخوان باستخدام تلك الجماعات، المسالمة منها والإرهابية، للقول بأن الإخوان هم المعتدلون، والجماعات الأخرى هي المتطرفة، حدث ذلك في مصر، ويجب هنا تأمل ما يحدث من إرهاب في سيناء، مع تذكر عدد من أطلق سراحهم بعفو رئاسي من الإرهابيين، ويحدث ذلك أيضا في تونس اليوم من قبل حزب النهضة الإخواني الحاكم. يفعل الإخوان كل ذلك لتشويه سمعة مخالفيهم، وبالتالي تمكينهم، أي الإخوان، من فرض رؤيتهم ورجالهم على المؤسسات، مستغلين شعار «الإسلام هو الحل»! ولذا فإن تطاول أردوغان على الأزهر، وشيخه، يأتي في إطار هذا المنهج الساعي لتشويه كل مخالف للإخوان، فعندما لمس أردوغان أن انتقاداته لم تؤثر في الجيش المصري سعى للتطاول على الأزهر وشيخه، حيث استوعب أردوغان أن مصر الجديدة تسعى، وهذا هو الصحيح، لإعلاء مكانة الأزهر الذي سعى الإخوان لتهميشه، خصوصا بعد أن قال الفريق أول عبد الفتاح السيسي إن الأزهر «هو المرجعية الدينية في مصر، ولن يتم مجابهة الإرهاب والتطرف إلا عندما يوضع الأزهر فوق رؤوسنا»، قاصدا التقدير والاحترام. هنا تنبه أردوغان للمزاحمة الدينية والسياسية في مصر، دينية تصدى لها الأزهر، وسياسية نظمها الجيش، ولذا سعى أردوغان لتشويه سمعة الأزهر، بعد أن ثبت صمود المؤسسة العسكرية. وعليه فإن تطاول أردوغان على الأزهر هو من صميم المنهج الإخواني القاضي بتقويض الشرعية الدينية والسياسية، سواء بمصر أو غيرها، ولذا نرى، مثلا، الحركيين في السعودية لا يفوتون شاردة أو واردة إلا ويتعرضون فيها لهيئة كبار العلماء. خلاصة القول هي أن تطاول أردوغان على الأزهر وشيخه ليس شطحة من شطحاته المعهودة، بل إنها من صميم مخطط الإخوان الساعي لتدمير مؤسساتنا، وتشويه سمعتها. نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أردوغان والتطاول على شيخ الأزهر أردوغان والتطاول على شيخ الأزهر



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon