توقيت القاهرة المحلي 06:49:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا.. اتفاق غير قابل للتنفيذ

  مصر اليوم -

سوريا اتفاق غير قابل للتنفيذ

طارق الحميد

أعلن الأميركيون والروس التوصل إلى اتفاق للتخلص من ترسانة أسلحة نظام بشار الأسد الكيماوية، وذلك بعد مفاوضات ثلاثة أيام في جنيف، ويمكن وصف الاتفاق بأنه أشبه بعملية شراء سمك في الماء، ومن الصعب تصديق نجاحه، أو أن يجري التعامل معه بجدية من قبل الأسد. نقول إن الاتفاق أشبه بعملية شراء سمك في الماء لعدة أسباب؛ أولها أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول إنه بموجب الاتفاق يتعين على الأسد أن يقدم «قائمة وافية» بمخزوناته من الأسلحة الكيماوية خلال أسبوع، وإنه يجب أن يكون مفتشو الأسلحة على الأرض بسوريا في موعد لا يتجاوز نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، معلنا، أي كيري، أن الهدف هو التدمير الكامل لأسلحة الأسد الكيماوية بحلول منتصف عام 2014، وهو موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي أعلن الأسد نيته الترشح فيها، ولهذا مدلولات كثيرة بالطبع. ثم يضيف كيري، وهذا المهم هنا، أنه إذا لم يلتزم الأسد بالاتفاق فإن نظامه سيواجه عواقب بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، الذي يعني استخدام العقوبات والعمل العسكري، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يقول، وبكل وضوح، إن الاتفاق «لم يذكر شيئا عن استخدام القوة، ولا شيء بشأن أي عقوبات تلقائية»! إذن السؤال هنا هو: ما الذي يضمن هذا الاتفاق؟ وما هي عواقب عدم تنفيذه؟ والأخطر من كل ذلك أن لافروف يقول إن نجاح هذا الاتفاق يتطلب أيضا تعاون المعارضة، فهل المعارضة هي من يملك الكيماوي، أو من يسيطر أساسا على مواقع تقع فيها تلك الأسلحة؟ والأخطر من كل هذا أن الأميركيين والروس لم يصلوا إلى اتفاق واضح حول عدد مواقع الأسلحة الكيماوية، والسبب واضح وهو أن إقرار الروس بعدد المواقع، وأماكنها، يعني مسؤولية الأسد المباشرة والتلقائية عن مجزرة الكيماوي في 21 أغسطس (آب) الماضي في الغوطة الشرقية، مما يسهل جر الأسد لمحكمة الجنايات الدولية في حال أراد المجتمع الدولي فعل ذلك، خصوصا بعد قول الأمين العام للأمم المتحدة إن الأسد، وطوال عمر الثورة، قام بارتكاب جرائم بحق الإنسانية، وهذا ما لا يريده الروس بالطبع. وعليه فطالما أنه لا عواقب واضحة لعدم التزام الأسد بالاتفاق، وخصوصا عدم الاتفاق الواضح حول استخدام القوة تحت الفصل السابع، وطالما أن الاتفاق متروك لـ«حسن النوايا» من قبل الأسد، والضامن هو التعهد الروسي، حيث باتت موسكو الوصي الشرعي على الأسد، وطالما أن المواعيد المعلنة من قبل الوزير الأميركي للتخلص من الأسلحة الكيماوية تقودنا إلى منتصف عام 2014 نفس موعد الانتخابات الرئاسية السورية، مما يخول الأسد استخدامها كورقة مساومة، فإن كل ذلك يعني أننا أمام اتفاق صعب التنفيذ، وأشبه بعملية شراء سمك في الماء، اتفاق يقول إن الروس نجحوا مرة جديدة في حماية الأسد، والمفارقة أنهم حموه هذه المرة ليس باستخدام الفيتو بمجلس الأمن، بل بموافقة من إدارة أوباما نفسها! نقلاً عن  جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا اتفاق غير قابل للتنفيذ سوريا اتفاق غير قابل للتنفيذ



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 12:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد
  مصر اليوم - نانسي عجرم تشوق جمهورها لعمل فني جديد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon