توقيت القاهرة المحلي 06:56:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا بين اليأس وضعف الأسد!

  مصر اليوم -

سوريا بين اليأس وضعف الأسد

طارق الحميد

نحن أمام ثلاثة أخبار سورية مهمة لها دلالات كثيرة في ظرف 24 ساعة، فمن تقرير الأمم المتحدة المؤكد لاستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة، إلى خبر إسقاط تركيا مروحية تابعة لنظام بشار الأسد، ثم شريط الفيديو الذي يظهر وجود مقاتلين إيرانيين في سوريا. بالنسبة لتقرير الأمم المتحدة، فإن أهميته لا تكمن في تأكيده استخدام الكيماوي فقط، وإنما قول الأمين العام للأمم المتحدة إن نتائج التقرير «مرعبة»، وإن ما جرى يمثل «جريمة حرب»، وقوله إن التقرير يشير أيضا إلى عمليات قتل واغتصاب وقصف عشوائي، مشيرا إلى أن الوضع في سوريا يدفع لليأس، وهنا بيت القصيد! حالة اليأس هذه التي تحدث عنها السيد بان كي مون لا يشعر بها السوريون أو المتعاطفون مع معاناتهم، بل إنها ما يشعر به الأسد نفسه الآن، وهذا ما دفعه لاستخدام الكيماوي. ومن المهم التنبه إلى إشارة تقرير الأمم المتحدة بأن أحد أسباب سقوط عدد كبير من القتلى في الغوطة هو الاستفادة من عامل الطقس حين استخدام السلاح الكيماوي، مما يعني أن نظام الأسد كان يعي ذلك، وخطط له، والهدف الواضح هو إيقاع الرعب في نفوس الثائرين السوريين. وقد يقول قائل: ولماذا يرتكب الأسد هذا الخطأ القاتل بينما كانت قواته تستعيد مواقع جغرافية فقدتها؟ والإجابة بسيطة، فالواضح أن المواقع التي استعادها الأسد لم تكن إلا مجرد نصر دعائي حاول الأسد وحزب الله الاستفادة منه إعلاميا لرفع الضغط عنهما، وتحديدا عن حزب الله الذي يعاني أزمة حقيقية بالداخل اللبناني، وقد أشار الرئيس أوباما إلى ذلك في إحدى مقابلاته التلفزيونية الأخيرة حين قال إن أحد مبررات استخدام الأسد الكيماوي ربما لرفع الضغط! ولذلك تم، مثلا، تضخيم عملية استعادة القصير إعلاميا لإحباط الثوار، وتثبيت أنصار حزب الله، خصوصا أن كل المؤشرات قبل مجزرة الغوطة كانت توشي بأن لبنان أمام لحظة انفجار متوقعة، ولا يزال بالطبع، ولذا فإن الأسد أراد، وبيأس، إرعاب الثائرين ضده وكسر عناد الثورة، ورفع الضغط عن حزب الله من خلال استخدام الكيماوي. وبالطبع، كانت النتيجة عكسية، وأدت إلى تأكيد ضعف الأسد ويأسه، حيث بادر فورا للموافقة على نزع أسلحته الكيماوية، وبات الآن صراحة تحت الوصاية الروسية سياسيا، بينما أظهر الفيديو الخاص بوجود مقاتلين إيرانيين في سوريا وقوع الأسد تحت الوصاية الإيرانية عسكريا، وهو ما يؤكد ضعف الأسد، ويأسه، ويفسر لماذا أقدم الأتراك الآن على إسقاط مروحية الأسد، وهو ما لم تفعله تركيا حتى عندما أسقط الأسد لها مقاتلة حربية العام الماضي! وعليه، فالمؤكد اليوم أننا أمام أسد يائس وهو ما يوجب ضرورة التحرك الدولي السريع، سياسيا وعسكريا، تحسبا لمرحلة ما بعد الأسد، وتفاديا للحظة انهياره المفاجئة، وهو ما سيكون له تكلفة باهظة على سوريا والسوريين، وكل المنطقة، والمجتمع الدولي. نقلاً عن  جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا بين اليأس وضعف الأسد سوريا بين اليأس وضعف الأسد



GMT 09:00 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 08:59 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 08:56 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

GMT 08:55 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 08:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بريطانيا... الحكومة العمالية بين فكي رحى

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 08:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon