توقيت القاهرة المحلي 04:34:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي تبقى لتشويه الثورة السورية؟

  مصر اليوم -

ما الذي تبقى لتشويه الثورة السورية

طارق الحميد

على أثر تلويح الرئيس الأميركي بالضربة العسكرية ضد نظام الأسد بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة، انطلقت هناك حملة إعلامية شديدة للتشكيك في الثورة السورية، عن حق أو باطل، مما يدفع للتساؤل: ما الذي تبقى في واشنطن لتشويه سمعة الثورة؟ فمنذ إعلان الرئيس أوباما طلبه من الكونغرس الموافقة على عمل عسكري تحولت الثورة السورية إلى كرة سياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين، وتلقف هذه الكرة بالطبع ماكينة علاقات عامة ضخمة تهدف لخدمة الأسد، وهدفها هو القول: إن المعارضة مجرد إرهابيين لا يقلون سوءا عن الأسد! ووقع في فخ هذه الحملة بعض من الإعلام الأميركي، حيث قامت صحيفة الـ«نيويورك تايمز» ببث شريط فيديو على موقعها، مع صورة على صفحتها الأولى، يظهر ما قيل إنه «وحشية المعارضة التي يدافع عنها أوباما»، ليتضح أن الشريط من العام الماضي، وظروفه مختلفة، مما اضطر الصحيفة للتصحيح! المذهل اليوم أننا أمام قصة أخرى لا تقل إساءة للثورة، ونقلتها صحيفة «واشنطن بوست» حول ما قيل إنه تمويل مالي يأتي بشكل تبرعات فردية لـ«المجاهدين» بسوريا من بعض دول الخليج العربي، ونقول مذهل لأن مصدر القصة هو مسؤول بالإدارة الأميركية، مما يوحي بأمرين؛ فإما أننا أمام صراع حول التدخل من عدمه داخل الإدارة الأميركية نفسها، وتستخدم فيه الصحف، وهذا أمر مألوف في واشنطن، أو أننا أمام مسلسل التخبط الأميركي تجاه سوريا، خصوصا أن هذه الإدارة تتعامل مع سوريا كفيل ضخم في غرفة صغيرة! وأفضل ما سمعته عن الموقف الأميركي تجاه سوريا هو من مسؤول عربي رفيع على دراية بكافة التفاصيل، حيث سألته عن موقف واشنطن الآن من سوريا، فقال: «ما هو تاريخ اليوم؟ وكم الساعة؟ لأجيبك»! الحقيقة أن التردد الأميركي لم يؤدِ إلى تفاقم الأزمة السورية وحسب، بل إنه يعرض المنطقة ككل للخطر، فالحديث عن «متطرفين» أو «مجاهدين» لم يكن واردا قبل عام ونصف من الآن، لكن التردد الأميركي، وجرائم الأسد، والتدخل الإيراني، مع التعنت الروسي، هو من أوصل الأمور لهذا الحد، وإذا كان هناك من تمويل خليجي فردي للبعض بسوريا، كما يقال، فما الذي علينا توقعه وعدد القتلى السوريين بلغ حد المائة وخمسين ألف قتيل، مع تدخل معلن من حزب الله، فهل نتوقع بعد كل ذلك ألا يكون هناك تطرف بسوريا؟ عبث بالطبع! وعليه فإن الحديث الآن عن وجود «متطرفين» بسوريا يجب ألا يكون لتجنب التدخل العسكري، وغيره، هناك، بل العكس وإلا فإن القادم أسوأ، خصوصا أن جرائم الأسد، مع التدخل الإيراني، والإهمال الدولي، نتج عنها تأجيج للطائفية ليس في سوريا وحدها وإنما بكل المنطقة، وهو ما ينذر بوقوع أسوأ مما نراه الآن، ولذا فالأحرى بالإدارة الأميركية الآن شرح ذلك جيدا للرأي العام بدلا من هذا التخبط المستمر، والأعذار الواهية. نقلاً عن جريدة الشرق الأوسط

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي تبقى لتشويه الثورة السورية ما الذي تبقى لتشويه الثورة السورية



GMT 10:03 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 09:31 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 09:30 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 09:29 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 09:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 09:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 09:24 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon