توقيت القاهرة المحلي 18:31:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تفتيت» المعارضة السورية

  مصر اليوم -

«تفتيت» المعارضة السورية

طارق الحميد

كانت خطة نظام الأسد، وما زالت، القضاء على الجيش الحر، و«تفتيت» المعارضة في نفس الوقت، وساعده على ذلك كثر من أبرزهم إيران وروسيا، واليوم يبدو أن الأسد وبعد أن فشل في القضاء على الجيش الحر فإن تركيزه ينصب على المعارضة، ويبدو أن إقالة نائب رئيس الوزراء قدري جميل خطوة في هذا الاتجاه. من شاهد مقابلة قناة «العربية» أمس مع السيد قدري جميل يشعر وكأنه يشاهد مناضلا أمضى العامين الأخيرين يقاتل صفا إلى صف مع الجيش الحر، أو كأنه كان معتقلا في سجون الأسد، وليس نائبا لرئيس وزراء نظامه! حديث قدري جميل، وخصوصا الذي قاله لـ«العربية» عن العرب، والإعلام العربي، والغرب، كله يظهر أن المعارضة السورية مقبلة على هزة عنيفة طويلا ما خطط، وسعى لها النظام، وهنا علينا أن نتذكر ما عرف بقصة شهود الزور في قضية اغتيال الراحل رفيق الحريري! من الواضح أن هناك أمرا ما يطبخ على نار هادئة من قبل النظام الأسدي لإفشال كل الجهود الساعية لإقناع المعارضة بحضور مؤتمر «جنيف 2». ويبدو أن نظام الأسد كان يعتقد بأن قبول المعارضة السورية لمؤتمر جنيف من شأنه أن يخلق انشقاقا داخل صفوف المعارضة نفسها، وبالتالي سعى الأسد للتخلص من ترسانته الكيماوية بموجب الاتفاق الروسي الأميركي ليضمن سلامة نظامه من ضربة عسكرية، ومن ثم يتفرغ لإضعاف المعارضة بمعاونة من الروس، ويبدو أن نقطة الانطلاق كانت إرغام المعارضة من قبل الأميركيين على الحضور، فإذا أعلنت المعارضة قبولها أصابها التصدع، وإذا رفضت اصطدمت بالأميركيين، وبالتالي يبقى الأسد الطرف الوحيد المستفيد. إلا أن إصرار المعارضة على رفض حضور «جنيف 2» من دون ضمان رحيل الأسد، مع الدعم العربي الواضح لها، يبدو أنه جعل المعارضة تحقق أمرين مهمين؛ الأول أن رفض المؤتمر الدولي من دون ضمانات محددة لرحيل الأسد قد ساعد المعارضة على الصمود، وأكسبها قوة سياسية. والأمر الآخر أن الدعم العربي الواضح، وخصوصا من المؤثرين، ساعد في إيقاف الاندفاع الأميركي خلف الروس في الأزمة السورية، للحظة. ولذا اليوم، وبعد إقالة الأسد للسيد قدري جميل، والطريقة، والنهج، التي يتبعهما السيد جميل في عرض نفسه كمعارض ثائر لقضية شعبه، كما قال على قناة «العربية»، تعني أن المحاولة الآن هي لتفتيت المعارضة، مقابل تصعيد دور المعارضة التي يجمع الجميع على أنها موالية للأسد، بل وجزء من حكومته، سواء اقتصاديا أو خلافه، جزء من الحكومة التي ارتكبت جرائم بحق السوريين تستدعي محاكمتهم جميعا عليها أمام المحاكم الدولية، وليس دعوتهم لحضور مؤتمر دولي في جنيف. وعليه فإن خطة الأسد الآن واضحة، وجلية، وهي التركيز على «تفتيت» المعارضة السورية، وضربها بالمعارضة الموالية، وكما لعب نظام الأسد من قبل لعبة «شهود الزور» في لبنان، فإنه يلعبها اليوم مع المعارضة، والمجتمع الدولي بالطبع. نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تفتيت» المعارضة السورية «تفتيت» المعارضة السورية



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 00:26 2020 الخميس ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

موعد نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الأهلي والزمالك

GMT 07:19 2020 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الخميس 8 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 05:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير مكرونة باردة بالجمبري

GMT 05:32 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير عصير الليمون باللبن

GMT 23:50 2020 الأربعاء ,23 أيلول / سبتمبر

انخفاض سعر نفط خام القياس العالمي

GMT 23:25 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 19:23 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

منال سلامة تكشف كواليس تعرضها لحادث مميت

GMT 23:49 2020 الأحد ,13 أيلول / سبتمبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الأحد 13 سبتمبر 2020

GMT 16:49 2020 السبت ,12 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين في تحطم طائرة قرب مطار لوس أنجلوس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon