توقيت القاهرة المحلي 08:47:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران مقابل سوريا!

  مصر اليوم -

إيران مقابل سوريا

طارق الحميد

منذ اندلاع الثورة السورية وكل المؤشرات، بل والمنطق السياسي، تقول إنه مع سقوط الأسد سيسقط النفوذ الإيراني بالمنطقة، وسيكون رحيل الأسد بمثابة «تجرع السم» الحقيقي لإيران، منذ ثورة الخميني، وليس توقيع اتفاق إنهاء حرب السنوات الثماني بين الإيرانيين والعراقيين وقت صدام حسين، لكن ما يحدث اليوم يشير للعكس. الواضح اليوم، خصوصا مع الاندفاع الغربي الأميركي للاتفاق مع إيران، أن هناك من يرى فرصة الحصول على إيران مقابل سوريا، بدلا من الحصول على سوريا بدلا من إيران، بمعنى أن في الغرب، يبدو، من يرى أن ما حدث في سوريا قد حدث، وبالتالي فإن أي نظام سوري قادم سيكون بمثابة من خرج من اللعبة بالمنطقة، ولن يكون لدمشق أي تأثير في المستقبل القريب المنظور، ولذلك فلا جدوى من الركض أصلا للحصول على سوريا لكسر شوكة طهران، بل الأجدى هو التفاوض مع إيران، وإنهاء أزمة الملف النووي، وبالتالي تتحول سوريا إلى ورقة صغيرة في ملف التفاوض النووي الضخم مع إيران. بالطبع سيكون الجدل مطولا حول هذا الطرح، لكن ما يحدث اليوم يشير إلى أن الغرب، وتحديدا الأميركيين، ومعهم الروس، في عجلة من أمرهم للتسريع بمؤتمر «جنيف 2»، في موازاة المفاوضات الغربية (5+1) مع إيران. فمن يراقب التصريحات الغربية سيلحظ تلازم المسارين، أي مؤتمر «جنيف 2» والمفاوضات مع إيران، وقد يكون هدف ذلك إرضاء العرب وتطمينهم، أو قد يكون جزءا من اتفاق ضمني بين إيران والغرب. لكن لا يوجد ما يبعث على التفاؤل، حيث لا مؤشر على دهاء سياسي حقيقي لدى الأطراف الدولية حتى اللحظة، لا في الملف السوري، ولا الملف الإيراني. ولذا فإننا اليوم أمام ما يمكن تسميته إيران مقابل سوريا، بمعنى أن الغرب، وتحديدا الأميركيين، وجدوا أن التفاوض مع إيران سيسهم في حل ملف أكبر، وأخطر، بينما لا قيمة لسوريا الآن، ولا تأثير، بحسب التقييم الغربي بالطبع الذي لا يغفل الجانب الأمني والسياسي في سوريا والمنطقة، بل ولا يكترث حتى للجانب الأخلاقي في الأزمة السورية، وهذا ما يبدو في واشنطن تحديدا، ووفق آراء كبير موظفي البيت الأبيض، مثلا، التي كشفتها سابقا صحيفة الـ«نيويورك تايمز»، والتي صور فيها سوريا كمستنقع لإيران، وأرض استنزاف لحزب الله و«القاعدة»، ومن هنا فعلى غرار الأرض مقابل السلام فإننا الآن أمام إيران مقابل سوريا. والحقيقة لا يهم إذا جاء التجاوب الغربي للمفاوضات مع إيران محدودا، أو شاملا، فالأهم هو أن الغرب يفاوض إيران الآن، ويفتح لها منافذ وسط هذا الحصار المفروض عليها اقتصاديا وسياسيا، بينما تعزز إيران حصارها على السوريين دعما لنظام الأسد، وهذا ما يثير الريبة في الموقف الغربي من إيران، إلا إذا كان هناك تصور ليكون سيناريو إيران مقابل سوريا يعني أيضا روحاني مقابل الأسد، أي سقوط الطاغية والترحيب بالرئيس الإيراني، وبموافقة إيرانية لاستثمار اللحظة، حيث تتفادى طهران ورطة الأسد الضعيف، وتستغل الضعف السياسي لدى عدوتها أميركا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران مقابل سوريا إيران مقابل سوريا



GMT 08:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 08:43 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 08:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 07:32 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ماذا تفعلون في هذي الديار؟

GMT 07:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 07:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 07:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 07:27 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon