توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاتفاق الإيراني أخطر من 11/ 9

  مصر اليوم -

الاتفاق الإيراني أخطر من 11 9

طارق الحميد

تحدثنا بالأمس عن مضامين الاتفاق الغربي - الإيراني حول ملف طهران النووي، والآن لا بد من الإجابة عن السؤال المهم، وهو: ما هي انعكاسات هذا الاتفاق على المنطقة، وتحديدا السعودية ودول الخليج العربي؟ والإجابة البسيطة والمباشرة، هي: إنه أخطر من أحداث 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية التي ضربت أميركا في 2001! نعم هو أخطر من ذلك، ولا مبالغة بهذا الأمر، ليس لأن إدارة أوباما قد باعت المنطقة، أو أن هذه الإدارة قد تخلت عن التحالف التاريخي مع الخليجيين، كما يقول البعض في جهل سياسي واضح وفاضح، حيث يتناسون أن أميركا تجاهلت حتى حليفها «المقدس» في المنطقة، إسرائيل، بهذا الاتفاق «الخدعة»، بل لأن إيران استطاعت خداع الإدارة الأميركية ومررت اتفاقا لا يعني وقف برنامجها النووي أو تعطيله من أجل الوصول لاتفاق نهائي، كما هو معلن، بل لأن إيران استطاعت الخروج من عنق الزجاجة، أي العقوبات الاقتصادية التي أسقطتها بهذا الاتفاق، وخدعت إدارة أوباما بخدعة تفوق الخدعة الروسية لإدارته في ملف الأزمة السورية بعد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية! هدف إيران الرئيس، منذ عهد الشاه، هو أن تكون «شرطي المنطقة»، وما فعله روحاني، وفريقه، أنه كان أكثر ذكاء من أحمدي نجاد وفريقه للوصول لهذا الهدف، حيث استخدم روحاني مع الغرب، وتحديدا إدارة أوباما، أسلوبا مختلفا وأذكى من أسلوب نجاد وفريقه، وبالتالي استطاع روحاني تمرير ما يريد تمريره على الغرب. ومن هنا نستطيع فهم مباركة المرشد الإيراني للاتفاق النووي بين الغرب وبلاده، وقوله إن إيران بحاجة للمزيد من هذه «الخطوات الذكية»، وهي بالطبع «التقية السياسية» التي لم يستوعبها نجاد سابقا، مثله مثل أوباما الذي لم يستوعبها الآن. والمؤكد أن اتفاق الأشهر الستة مع إيران سيمتد إلى أشهر أخرى، وأطول من ذلك، من دون التوصل لاتفاق حقيقي، وبموجبه ستستفيد إيران من إسقاط العقوبات الاقتصادية، وستتمكن إيران من الوصول إلى هدفها الرئيس، وهو القنبلة النووية التي تخولها تحقيق الحلم الفارسي بقيادة المنطقة وسط غفلة أميركية واضحة، مثلما فعلت الهند وباكستان في عهد كلينتون، وكأن قدر هذا العالم أن تخرج قنبلة «متخلفة» في عهد كل رئيس أميركي ديمقراطي! وعليه، فوسط سذاجة هذه الإدارة الأميركية التي تخاطر بأمن المنطقة، لا بد من خطوات محسوبة جيدا، وتحديدا من دول الخليج، وبالذات السعودية، فإذا كان بمقدور أوباما اختبار «حسن نيات» إيران، فليس بمقدور الخليج، وتحديدا السعودية، تجريب المجرب، وخصوصا أنهم من يواجه الخطر الحقيقي وليس إدارة أوباما، فتهديد ما يحدث الآن هو تهديد وجود وسلامة ونفوذ. ومن هنا، فإن السؤال هو: هل نحن جاهزون لمشروعنا النووي بموازاة مشروع إيران أم لا؟ المؤكد أنه على دول الخليج، وتحديدا السعودية، التحرك الجدي الآن، فالخطر الذي تواجهه المنطقة الآن كبير، ويفوق حتى خطر 11/ 9. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتفاق الإيراني أخطر من 11 9 الاتفاق الإيراني أخطر من 11 9



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon