توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على خطى إيران!

  مصر اليوم -

على خطى إيران

طارق الحميد

من الواضح أن المعارضة البحرينية، وتحديدا «الوفاق» وزعيمها علي سلمان، تريد البقاء في الأضواء، ولكن ليس برغبة التوافق والحوار الجاد مع الحكومة التي ما فتئت تحاول إطلاق هذا الحوار، وإنما من خلال استمرار حالة اللاحل في البحرين الآن، ولذا نجد «الوفاق» تسير على خطى النهج الإيراني بمنطقتنا حيث المراوغة، وقول أمر وفعل عكسه! فبعد محاولات جادة لإطلاق الحوار الوطني في البحرين من قبل الحكومة، كانت المعارضة تتلكأ في التجاوب مع تلك الدعوات، وتطلق تصريحات «ملغمة» تغازل الخارج، ولا تطمئن الداخل. ومع وفاة الشاب البحريني المتهم بتهريب السلاح، وحدوث حالات عنف وشغب على أثر ذلك، نجد تصريحات للمعارضة تثبت أنها ليست لديها الرغبة في الحوار بقدر ما أنها تريد تسجيل نقاط ضد الحكومة، وإحراجها خارجيا. والقصة ليست تحليلا انطباعيا، بل هي وفق قراءة متأنية لتصريحات علي سلمان نفسه حيث قال، مثلا، قبل أحداث العنف الأخيرة بالبحرين ومع الاستعداد لبدء الحوار الوطني، إن «الوفاق»، والمعارضة، لن ترضى بحل يظلم السنة، مؤكدا أنها، أي المعارضة الشيعية، مسؤولة عن حقوق السنة كما حقوق الشيعة وحقوق كل مواطن، كما أنها تبحث عن حل يحفظ حقوق الأقلية المسيحية واليهودية وغير المسلمين كافة! هنا قد يقول قائل إن تصريحات سلمان هذه إيجابية، ومنفتحة، والحقيقة أنها العكس تماما، حيث إن فيها محاولة واضحة للقول، وتحديدا للغرب، بأن السنة أقلية في البحرين، وأن الشيعة سيقومون بالحفاظ على حقوقهم، وهو نفس النهج الإيراني الآن بمنطقتنا، خصوصا بعد مفاوضات «5+1» بين طهران والغرب حول ملف إيران النووي، بل إن تصريح سلمان هذا يثبت أن المعارضة تتحدث بنفس طائفي، وهو ما تتهم به الحكومة، حيث إن مفاد هذا التصريح هو أن «الوفاق» لا تتحدث عن حل وطني، وإنما مطلب طائفي تتعهد في حال الحصول عليه بمراعاة السنة!.. فهل من طائفية أكثر من هذه؟ والأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن ما يثبت طائفية مطالب المعارضة، وتحديدا «الوفاق»، هو قول سلمان إن إيقاف التعذيب بالبحرين لا يحتاج إلى مفاوضات، كما أن إيقاف المحاكمات التي لا تتوفر على العدالة لا يحتاج إلى مفاوضات، هو أيضا كلام حق يراد به باطل؛ فوفق نفس هذا المنطق، أي منطق زعيم «الوفاق»، فإن وقف العنف وتهريب الأسلحة، واستهداف رجال الشرطة، والأمن البحريني عموما، لا يتطلب مفاوضات، ولا تصريحات تطمينية كتصريحات سلمان عن مراعاة حقوق من يعتبرهم أقليات، فحقوق الوطن فوق حقوق الجميع، وحقوق الوطن لا تتطلب طاولة حوار لنبذ العنف، والتوقف عن تهريب الأسلحة، والكف عن استخدام الشباب كحطب لنار الطائفية في منطقتنا، والبحرين جزء مهم منها! فمتى تدرك «الوفاق» ذلك، وتدرك أن كل محاولاتها مكشوفة، خصوصا وقد رأينا مثلها في لبنان من قبل حزب الله، وآخرين؟ نقلاً عن "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على خطى إيران على خطى إيران



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon