توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران.. وماذا عن المحرقة السورية؟!

  مصر اليوم -

إيران وماذا عن المحرقة السورية

طارق الحميد

يقول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة تلفزيونية مع محطة ألمانية على هامش مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ، إن المحرقة النازية بحق اليهود كانت «مأساة وحشية مشؤومة ينبغي ألا تتكرر أبدا». حسنا، ما الذي ستضيفه هذه التصريحات لأمننا؟ وكيف تُجنّب منطقتنا تكرار تلك المحارق؟ المؤكد أن أهمية تصريحات ظريف هذه لا تكمن في بعدها الأخلاقي، أو الإنساني، وإنما هي ورقة سياسية تفاوضية تستخدمها إيران الآن لتقول للمجتمع الدولي إن نظامها الحالي مختلف تماما عن نظام أحمدي نجاد الذي أنكر حصول المحرقة. ولذا فإن السؤال للوزير والنظام الإيراني هو: وماذا عن المحرقة التي تحدث أمام أعيننا الآن من قبل نظام الأسد بحق السوريين؟ ماذا عن الصور الأخيرة الموثقة لتعذيب آلاف السوريين بطريقة وحشية تشبه ما حصل في «الهولوكوست» من قبل نظام الأسد، والتي تعتبر جريمة من جرائم الحرب؟ وماذا عن استخدام الأسد للكيماوي ضد السوريين؟ وماذا عن القنابل الحارقة التي يلقيها الأسد يوميا على السوريين؟ وماذا عن الحصار والتجويع، ورغم كل ذلك يحظى الأسد بدعم غير محدود من قبل إيران التي تتأسف اليوم على المحرقة النازية بحق اليهود؟ فهل علينا الانتظار حتى تقر إيران بما يحدث بسوريا بعد عقود، وتتأسف كما تأسفت الآن على اليهود؟ كيف يمكن أن يصدق المجتمع الدولي بعد كل ذلك الإدانة الإيرانية للمحرقة التي وقعت بحق اليهود، بينما تؤيد طهران الأسد الذي يرتكب كل يوم محرقة جديدة بحق السوريين؟ بل السؤال هنا أيضا: من الأَولى بالتطمين الإيراني الآن.. العرب، وتحديدا السوريون، أم المجتمع الدولي، واليهود الذين قال عنهم ظريف في نفس المقابلة إنه ليس لدى إيران «شيء ضد اليهود، ونكن أكبر احترام لهم داخل إيران وفي الخارج»؟ فإذا كانت مشاعر إيران هذه صادقة تجاه اليهود، وتمثل بعدا أخلاقيا لدى النظام الإيراني الحالي، فمن باب أولى أن تكون المشاعر الإيرانية هذه أصدق تجاه السوريين، وعلى إيران أن تباشر بإدانة جرائم الأسد التي تمثل إحدى أبشع جرائم عصرنا هذا. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن على عقلاء إيران، مثلا، أن يتأملوا واحدة من عجائب هذه المنطقة، فإذا كان تنظيم القاعدة الإرهابي يصدر بيانا، مثلما فعل بالأمس، ينفي فيه علاقته بـ«داعش»، ويقول إنه «لا صلة له بجماعة (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها، ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها، ولذا فهي ليست فرعا من جماعة قاعدة الجهاد ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست الجماعة مسؤولة عن تصرفاتها» - فألا يكون من الأولى أن تصدر إيران الآن بيانا مثل بيان «القاعدة» هذا لتدين فيه الأسد وجرائمه بحق السوريين، حتى يمكن بعده تصديق مشاعر إيران تجاه المحرقة النازية، وخصوصا أن الأقربين أولى بالمعروف؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وماذا عن المحرقة السورية إيران وماذا عن المحرقة السورية



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon