طارق الحميد
إذا كنت تعتقد عزيزي القارئ أن هذا عنوان ساخر فهو ليس كذلك فمن يحكم سوريا اليوم فعليا هو حسن نصر الله، وهو من يدير القتال هناك دفاعا عن بشار الأسد، فلماذا لا يترشح نصر الله للانتخابات الرئاسية السورية طالما أننا نعيش أصلا مهزلة لا مثيل لها!
منذ أسبوع ونصر الله، والآن نائبه نعيم قاسم، يتحدثان عن الأوضاع في سوريا، وواقع الأزمة، ومستقبلها، و«الشروط» الكفيلة لحلها، هم من يتحدثون وليس الأسد، فنصر الله يتحدث بثقة وبتفاصيل توحي بأنه حاكم دمشق، وقد يتذكر القارئ عندما كتبنا هنا في 27 مايو (أيار) 2013 «هل يستدعي نصر الله الأسد للضاحية»، وها هي الأحداث تؤكد أن لنصر الله اليد الطولى هناك وليس الأسد، نصر الله الذي يقول إن الأسد لن يسقط، وسيترشح للانتخابات. وقبل يومين خرج نائبه نعيم قاسم قائلا إن بسوريا «خيارين لا ثالث لهما»، وهو إما أن يبقى الأسد رئيسا «باتفاق وتفاهم مع الأطراف الأخرى بطريقة معينة، وإما أنه يستحيل أن تكون المعارضة هي البديل»، مضيفا أن «الخيار واضح؛ إما التفاهم مع الرئيس الأسد للوصول إلى نتيجة، أو إبقاء الأزمة مفتوحة مع غلبة للرئيس الأسد في إدارة البلاد». ويشير قاسم إلى أنه «على الغرب أن يتعامل مع الواقع السوري لا مع أمنياته وأحلامه». ومهددا الغرب بالقول إنهم «لو استمروا في هذه المنهجية عشر سنوات سيبقى الحل هو الحل».
ومعنى هذه التصريحات هو أنه إما أن يبقى الأسد أو تدمر سوريا، وحتى يحسم هذا الخيار فإن نصر الله هو الحاكم الفعلي لدمشق حيث يقول قاسم متحديا: «وجودنا في سوريا ضروري وأساسي، أما متى يتغير هذا الظرف، فهذا أمر ميداني سياسي»، أي لا قيمة للسوريين، ولا لدمائهم، ولا حرمة لأراضيهم، ولا اكتراث بالمجتمع الدولي، والقوانين الدولية حيث إن سوريا فعليا اليوم تحت الاحتلال الإيراني، وبقيادة حزب الله الذي يدرب مع طهران قرابة المائة ألف مقاتل هناك دفاعا عن الأسد كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»!
وعليه فلماذا لا يترشح نصر الله في الانتخابات السورية القادمة ويحكم سوريا حيث هو الحاكم الفعلي لها الآن، وبذلك يكمل نصر الله المهزلة الحاصلة بمنطقتنا الآن تحت ذرائع..
نقلاً عن "الشرق الأوسط "