توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كل شيء في سوريا «هزلي»!

  مصر اليوم -

كل شيء في سوريا «هزلي»

طارق الحميد

على أثر إعلان نظام طاغية دمشق موعد الانتخابات الرئاسية، وصفت أميركا تلك الخطوة بالمحاكاة الـ«هزلية للديمقراطية»، والأمر نفسه صدر عن فرنسا التي وصف وزير خارجيتها بشار الأسد بـ«الطاغية المطلق»، فهل كل هذا يكفي للتعامل مع الأزمة السورية الدموية؟ الإجابة بالطبع: لا، بل إن كل ما يحدث في سوريا «هزلي»، سواء حيل الأسد المكشوفة منذ ثلاث سنوات، أو ما تفعله إيران وحزب الله، والميليشيات الشيعية العراقية بسوريا، والهزل نفسه ينطبق على المواقف الدولية تجاه الأزمة نفسها، ومنها الموقف الأميركي المرتبك، والمتردد. فبينما نرى الجدال الأسدي - الإيراني حول من قام بالدور الأساسي في صمود الأسد، ونرى تفاخر حزب الله بأنهم من صد المعارضة عن إسقاط الأسد، ونسمع كذلك تصريحات نوري المالكي عن وهم من يظنون أن بمقدورهم إسقاط الأسد، وسط كل ذلك نجد أن الإدارة الأميركية مشغولة الآن بنقاش مفتوح حول إمكانية تسليم صواريخ مضادة للطائرات للمعارضة السورية على أن يكون تسليمها من خلال صاروخ لكل عملية، وعلى أن يسلم الصاروخ الآخر بعد تقديم فيديو يثبت كيفية استخدام الصاروخ الذي تم تسليمه! والمؤكد أنه حال قراءة الأسد هذه المعلومات، فإنه سيستلقي على ظهره ضحكا، فبينما تشير التقارير إلى استخدام الأسد الكيماوي مرة أخرى ضد السوريين، نجد أن واشنطن مشغولة بتفاصيل صغيرة، ومضيعة للوقت والأرواح، مما يمكن الأسد من ارتكاب مزيد من الجرائم، والقيام بمزيد من المواقف الهزلية. وما تفعله واشنطن ينطبق أيضا على باريس، المشغولة بكيفية ملاحقة رعاياها المنخرطين في «الجهاد» بسوريا، بدلا من السعي لإزالة أسباب التطرف وتدافع الشباب للقتال هناك، هذا عدا عن تجاهل الأميركيين والفرنسيين، وغيرهم، أهمية وقف تدفق المتطرفين الشيعة إلى سوريا أيضا وليس التركيز فقط على المنضمين إلى «داعش»، التي لا فرق بينها وبين إرهاب حزب الله. وهذا القصور في فهم الأزمة السورية هو ما أدى إلى مهزلة ظهور الأسد في قرية مسيحية مهنئا إياهم باحتفالاتهم الدينية الحالية ليقول، أي الأسد، للغرب إنه حامي الأقليات، كأنه بات من المسموح به قتل السنة طالما تحمى الأقليات! فإذا لم تكن تلك مهزلة، فماذا يمكن أن نسميها؟! وعليه، فإن الحقيقة المعلومة لكل من تعامل مع الأسد ومن يسانده، هي أنهم لا يفهمون إلا لغة القوة، فالأسد، ومن خلفه، يعتقدون أن السياسة والتفاوض ما هما إلا كذب وتحايل، مثلهم مثل كل الطغاة، ولذا فإن كل المعالجات التي تتم بحق الأزمة السورية اليوم، ما هي إلا جزء من مشهد «هزلي» متكامل سواء من قبل الأسد، أو المجتمع الدولي. وهذا المشهد «الهزلي» يقول لنا إن الأسد لن ينتصر، لكن الدماء ستسيل أكثر ما دامت واشنطن والمجتمع الدولي غير جادين في وقف إرهاب الأسد وجرائمه. "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل شيء في سوريا «هزلي» كل شيء في سوريا «هزلي»



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon