توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فتح وحماس.. صلح المنهكين!

  مصر اليوم -

فتح وحماس صلح المنهكين

طارق الحميد

أمران باتا لا يشغلان أحدا بالمنطقة، ولا يؤخذان على محمل الجد، وهما الوساطة والمصالحة، حيث أفرغا من معناهما، لأن البعض يعتقد أنهما أهداف تكتيكية آنية، أو أدوات دعائية، وآخر هذه المصالحات، الناجمة عن وساطات بالطبع، هو المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية بين فتح وحماس. وبالطبع، فإن هذه ليست المصالحة الأولى بين الفلسطينيين، ولن تكون الأخيرة، ولذا فإن هذه المصالحة لم تحظ بـ«حفاوة» عربية كبيرة، رسميا أو على مستوى الرأي العام، إلا بعد الانتقاد الإسرائيلي - الأميركي لها، ولكل منهما، إسرائيل وأميركا، أسبابه غير المقنعة بالتأكيد.. ففي الحكومة الإسرائيلية ما يكفي من تطرف، كما أن عدم الجدية الأميركية في ملف السلام لا يقل عن عدم الجدية في المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية كل مرة. ولا يمكن بالطبع إغفال أن المصالحة الفلسطينية تمت من دون حضور عربي مدّعٍ للنجاح، مما يدل على أن هذه المصالحة هي مصالحة المنهكين سياسيا وماليا الآن، خصوصا بعد أن استنفد الفلسطينيون خياراتهم، وحيلهم، في الصراعات الدائرة بينهم. والمؤكد أن ما دفع إلى هذه المصالحة هو الأوضاع التي آلت إليها المنطقة، خاصة في سوريا حيث يترنح الطاغية المعزول، وهذا ما أضر بحماس التي لم تستطع على ما يبدو إلى الآن استعادة الثقة الإيرانية بها، هذا فضلا عن الضربة الموجعة التي تلقتها الحركة الإخوانية حماس نتيجة استهتارها وتدخلها في الشأن المصري، وما يجري بأرض الكنانة الآن هو بمثابة رسالة واضحة لحماس، مفادها أن مصر ليست هي الأولى التي ترهبها حماس بالشعارات، ولن يكرر النظام المصري الجديد خطأ مبارك القاتل، حيث أمضى آخر خمسة أعوام من حكمه بحثا عن «شاليط». والأخطر من كل ذلك أن حماس فقدت جزءا لا يستهان به من الشارع المصري، في الوقت الذي تعود فيه العلاقات الأميركية والغربية إلى طبيعتها مع النظام المصري الجديد، مما يعني أن القاهرة بدأت تستعيد عافيتها السياسية. وفي حالة فتح، فإن الرئيس محمود عباس يحارب طواحين الهواء، حيث العجز المادي، والضعف العربي، والتردي في العلاقات الفلسطينية - الفلسطينية، وفوق هذا وذاك الضغوط الأميركية - الإسرائيلية للمضي في عملية السلام التي لم تلتزم إسرائيل بأي بند منها. ولذا، اضطر عباس للقبول بالمصالحة على أمل استغلال فرصة الضعف هذه لرأب الصدع الفلسطيني، لكن السؤال هو: إلى متى تصمد المصالحة؟ ومن «سيتغدى» بالآخر فيها قبل الثاني.. فتح أم حماس التي غدرت بفتح من قبل بعد انتخابات غزة، وقامت بتدبير انقلاب عسكري هناك استمرت نتائجه الوخيمة إلى الآن؟ هذه أسئلة مستحقة لأن قلة قليلة هي التي تصدق بجدية المصالحة الفلسطينية، وبين الفلسطينيين أنفسهم، وما أفاد هذه المصالحة للحظة هو الانتقاد الإسرائيلي - الأميركي لها، وإلا فإن أحدا لم يتحمس لها، ليس لعدم رغبة في تحقيقها، بل لأن كثرا فقدوا الأمل في جدية الفلسطينيين، وخصوصا أنه سبق لحماس أن انقلبت على مصالحة مكة المكرمة، فكيف بعد مصالحة غزة؟! "نقلًا عن جريدة الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتح وحماس صلح المنهكين فتح وحماس صلح المنهكين



GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 08:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 08:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 08:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 08:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 08:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon