توقيت القاهرة المحلي 00:06:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة من إيران إلى لبنان

  مصر اليوم -

انتفاضة من إيران إلى لبنان

بقلم - طارق الحميد

نتائج الانتخابات اللبنانية الأخيرة تقول لنا إن هناك انتفاضة من إيران، مروراً بالعراق، إلى لبنان، ضد المشروع الإيراني وأعوانه بالمنطقة، كما تقول لنا إن المنطقة لا تشهد نزاعاً بالوكالة، كما تردد وسائل الإعلام الغربية، والساسة الغربيون، وبالولايات المتحدة.
ما تقوله لنا نتائج انتخابات العراق، ومظاهراته، وكذلك نتائج انتخابات لبنان التي خسر حزب الله فيها حلفاءه، وسقوط ودائع سوريا السياسية هناك، وما تقوله لنا المظاهرات بإيران نفسها هو أن الرفض للمشروع الإيراني حقيقي.
والانتفاضات ضد إيران تتم في إيران نفسها، وبما كانت تعتقده طهران مناطق نفوذها، أي العراق ولبنان، والرفض نفسه في اليمن، ولو كان بمقدور السوريين التعبير عن مواقفهم لرأينا أكثر من انتفاضة هناك ضد إيران، وأتباعها.
في لبنان خسر حزب الله حلفاءه، وسدد الناخب اللبناني، رغم انخفاض نسبة التصويت، صفعة للنخب السياسية المتماهية مع المشروع الإيراني، كما خسرت حركة «أمل» حلفاءها، وعاد خصوم التحالف الإيراني إلى قوتهم.
كل ذلك يقول إن المشروع الإيراني بالمنطقة مرفوض، ومن إيران نفسها إلى ما كان يصور بأنه مناطق نفوذها، وهذه رسالة للغرب والولايات المتحدة تحديداً، كما هي رسالة لكل من يعتقد أن لإيران أنصاراً حقيقيين من المواطنين بمنطقتنا.
الرافضون للمشروع الإيراني بمنطقتنا ليسوا مكوناً طائفياً محدداً، أي السنة، بل الأبرز الآن برفض المشروع الإيراني هم من الشيعة وكل الطوائف بالمنطقة، والرفض لمشروع الملالي واضح بإيران نفسها. وهذا أمر يجب على الغرب استيعابه جيداً.
وبالنسبة لمنطقتنا، تحديداً العراق ولبنان، فهذا الانكسار للمشروع الإيراني لا يعني زوال الخطر بقدر ما يعني أن الخطر يكبر الآن، فبعد خسارة الأصوات ستلجأ جماعات إيران لاستخدام السلاح، ورأينا هذا الأمر في العراق.
وفي لبنان ملامح الخطر واضحة، حيث نقلت صحيفتنا عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله إن «الوضع خطير»، ومحذراً من أن الوضع بعد 15 مايو (أيار) سيكون صعباً، «لأن الغلواء سيكون أكثر مما قبله»، وأن بري يفكر في توجيه نداء يرسم فيه «خريطة طريق المرحلة المقبلة».
أما حزب الله، فيقول رئيس كتلته البرلمانية محمد رعد: «إننا نحرص على العيش المشترك»، ومحذراً: «إياكم أن تكونوا أعداء لنا، فالسلم الأهلي خط أحمر»، داعياً خصومه للتعاون معه.
ويقول رعد، وهنا الأخطر، كونه يهدد اللبنانيين بكل وضوح بحرب أهلية، بأنه: «إذا رفضتم حكومة وطنية فأنتم تقودون لبنان إلى الهاوية»، مضيفاً: «إياكم أن تكونوا وقود حرب أهلية».
وعليه، فإن الرفض الحقيقي للمشروع الإيراني بمنطقتنا واضح، وعلى الغرب التنبه لذلك، كما أن على عقلاء المنطقة تأمل هذا التطور المستمر، والاستفادة منه عقلانياً، وعلى الجميع عدم الإفراط في التفاؤل، لأن الطريق طويل.
وليس طويلاً فحسب، بل وخطر، كون الجماعات والميليشيات الإيرانية، من الحشد الشعبي إلى حزب الله، ستلجأ الآن للسلاح، وبعد أن فشلت بصناديق الاقتراع التي لا تؤمن بها إلا لتحقيق مكاسبها، وليس لتحقيق العيش المشترك، أو احترام الدولة.
خلاصة القول، المواجهة مستمرة، وتتطلب نفساً طويلاً، وأدوات حقيقية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة من إيران إلى لبنان انتفاضة من إيران إلى لبنان



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:01 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة
  مصر اليوم - أنغام تطلق فيديو كليب «تيجي نسيب» بتقنية Dolby Atmos لأول مرة

GMT 09:38 2024 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

أفضل ماركات العطور النسائية للخريف

GMT 01:24 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تذبذب أسعار الدواجن في الأسواق المصريةالخميس

GMT 21:46 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

تعرَف على جمال مدينة "دهب" جنوب سيناء

GMT 18:21 2024 الثلاثاء ,06 شباط / فبراير

أهمية تناول المكملات الغذائية يومياً

GMT 10:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار تنسيق موديلات عبايات أسود وذهبي للمناسبات

GMT 00:30 2021 الأربعاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عطل في تطبيق جيميل Gmail والمستخدمون يلجأون لتويتر

GMT 09:01 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

ليلى طاهر تعلن اعتزالها التمثيل دون رجعة

GMT 21:32 2021 السبت ,04 أيلول / سبتمبر

أفكار لتنسيق السروال الأبيض في موسم الشتاء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon