توقيت القاهرة المحلي 17:47:00 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأسد في طهران... قمة الأوهام

  مصر اليوم -

الأسد في طهران قمة الأوهام

بقلم - طارق الحميد

زار بشار الأسد طهران سراً، في ثاني زيارة له منذ 2019، فلماذا الآن؟ وما الذي تهدف له هذه الزيارة؟ وماذا تعني، خصوصاً بعد محاولة احتواء الأسد وانتزاعه من أحضان إيران؟
وقبل الإجابة عن الأسئلة أعلاه لا بد من التوقف أمام تصريحين نقلهما التلفزيون الإيراني؛ الأول للأسد، ويقول فيه إن «العلاقات الاستراتيجية بين إيران وسوريا حالت دون سيطرة النظام الصهيوني - إسرائيل - على المنطقة».
بينما التصريح الثاني للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي أبلغ الأسد بأن «سوريا اليوم ليست كما كانت قبل الحرب، رغم أنه لم يكن هناك دمار في ذلك الوقت، لكن احترام سوريا ومكانتها أكبر من ذي قبل، والجميع يرى هذا البلد كقوة».
وهذان التصريحان يظهران لنا أن قمة طهران ما كانت إلا قمة الأوهام، وأن نظام الأسد وإيران يرتبان لمرحلة تنشغل فيها روسيا بسبب الحرب بأوكرانيا، وأكثر من 10 آلاف عقوبة دولية على موسكو.
وعندما نقول قمة الأوهام، فهذه ليست مبالغة، فوسط الحديث عن العلاقات الاستراتيجية الإيرانية - السورية التي حالت دون سيطرة إسرائيل على المنطقة، بحسب تصريحات الأسد، وقوة سوريا التي يتحدث عنها خامنئي، نجد أن الحقائق مختلفة.
حيث استهدفت إسرائيل إيران والنظام الأسدي وميليشيات حزب الله في سوريا بأكثر من 400 ضربة جوية منذ عام 2017، وحتى الآن. كما أن جرائم إيران ونظام الأسد أسهمت في تحسين صورة إسرائيل بالمنطقة.
وعليه، فإن كل ما قيل بزيارة الأسد لإيران ليس إلا دعاية فجة، وحديث أوهام، حيث تحاول طهران والنظام الأسدي ترتيب أوراقهما جراء الانشغال الروسي، وتحسباً لتقارب سعودي - أميركي، وكذلك خليجي، مرتقب.
كما تقول لنا زيارة الأسد لطهران إن كل محاولة لاحتواء نظام الأسد وإبعاده عن أحضان إيران محكومة بالفشل، لأن النظام انتهى، ومهما حاول البعض إنقاذه، كما أن سوريا التي نعرف انتهت بالمستوى المنظور.
وقد يقول قائل هنا: وما الضير أن يزور الأسد طهران ودول المنطقة تتحاور مع إيران؟ والفرق هنا كبير، فدول المنطقة، ومنها السعودية، تحاور إيران بمحاولة عقلانية لنزع فتيل أزمة سببها طهران، وعلى أمل وقف الإرهاب الإيراني. بينما يزور الأسد طهران رامياً كل أوراقه في السلة الإيرانية بحثاً عن حمايته من السوريين، وحاشراً سوريا ككل في زاوية طائفية ضيقة، وبعد أن تحولت سوريا مسرحاً لكل الميليشيات الإيرانية.
وهنا ملاحظة أخرى تظهر الفارق بين نظام الأسد، وكل المنطقة، حيث ينتفض العراق رافضاً لإيران وميليشياتها، ومنتصراً للدولة، بينما يرتمي الأسد بأحضان طهران أكثر على أمل حمايته من السوريين.
والأمر الآخر الملفت هنا، تحديداً للغرب والولايات المتحدة، هو التلويح بمعاقبة من يتعامل مع الأسد بقانون قيصر، بينما يزور الأسد إيران، ويشيد والمرشد الأعلى بضعف أميركا بالمنطقة، ويواصل الغرب والولايات المتحدة الهرولة لإنجاز اتفاق مع إيران.
ولذا، فإن زيارة الأسد لطهران ما هي إلا محاولة لترتيب أوراقهم بمنطقة تتغير بشكل متسارع، ولا يفعل الأسد ذلك وفق منطق، بل وفق أوهام كقمة الأوهام الأخيرة بطهران.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسد في طهران قمة الأوهام الأسد في طهران قمة الأوهام



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon