توقيت القاهرة المحلي 15:59:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المرشد» الرقمي

  مصر اليوم -

«المرشد» الرقمي

بقلم - طارق الحميد

هل نحن أمام بداية النهاية لـ«فورة» «تويتر» مع استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها؟ وهل نحن أمام تعميق أزمة تداعيات وسائل التواصل الاجتماعي على الحريات، والسياسة، والديمقراطية، كما يقول الآن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما؟
قائمة الأسئلة تطول، ومستحقة، ومن الواضح أن لا أحد يملك إجابة إلى الآن، وحتى مَن أطلقوا وسائل التواصل هذه، ومَن تبنوها، واستخدموها، مثل أوباما، وكل من قال إن وسائل التواصل هذه باتت من حقوق الإنسان.
وضع وسائل التواصل الاجتماعية مع من أطلقوها وتبنوها، وروجوا لها، كوضع من أخرج المارد من القمقم ولم يعد يسيطر عليه، وأبسط مثال هنا أوباما الذي روّج لوسائل التواصل والآن يحذّر من خطورتها.
الأسبوع الماضي قال أوباما أمام طلاب بجامعة ستانفورد في «سيليكون فالي» بكاليفورنيا إنّ «أحد الأسباب الرئيسية لضعف الديمقراطيات هو التغيير العميق في طُرقنا للتواصل والاطّلاع». كما أقرّ بأنه «ربما لم يكُن ليُنتَخب» رئيساً من دون مواقع التواصل.
وحذّر أوباما من تداعيات وسائل التواصل، والتضليل فيها، قائلاً إن «هذا يجب أن يكون جرس إنذار لنا للتحرّك»، داعياً لإصلاح القوانين التي تحكم شبكات التواصل. وخالصاً إلى أن «الأدوات لا تتحكم بنا... نحن يمكننا التحكّم بها».
وهذه التصريحات بالطبع عكس ما كانت تروجه إدارة أوباما إبان ما عُرف زيفاً بالربيع العربي، وقضايا أخرى، لكن اليوم هناك انتقادات من الليبراليين والمحافظين لدور وسائل التواصل، وتأثيرها السياسي بالولايات المتحدة.
وعليه، فنحن الآن أمام مرحلة تملُّك إيلون ماسك لـ«تويتر»، وتحويلها إلى شركة خاصة، حيث يقول ماسك: «إن امتلاك منصة موثوق بها إلى أقصى حد، وشاملة على نطاق واسع، أمر بالغ الأهمية لمستقبل الحضارة».
مضيفاً: «أنا لا أهتم بالاقتصاد على الإطلاق»، حيث لا يريد الاعتماد على الإعلانات التجارية، قائلاً: «لقد استثمرت في (تويتر) لأنني أؤمن بإمكانية أن يكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم».
ويقول ماسك: «أعتقد أن حرية التعبير هي ضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة»، معلناً: «إذا استحوذت على (تويتر) وحدث خطأ ما، فهذا خطئي بنسبة 100%». مضيفاً: «آمل ألا تكون بائسة للغاية».
حسناً، نحن الآن أمام تحول لافت، فبعد الترويج لفكرة الفضاء الرقمي الحر نحن الآن أمام ما يمكن أن نسميه «المرشد» الرقمي، وعلى غرار منصب المرشد الإيراني، أو مرشد الإخوان المسلمين، أو ثقافة الأخ الأكبر Big Brother في الولايات المتحدة.
والسؤال الأهم الآن: كيف لرجل واحد تحديد ماهية «الحرية» لكل العالم؟ وما يقال وما لا يقال؟ والصح والخطأ، وتعريف القيم، دون أطر قانونية خاصة بكل جغرافيا، أو بُعد ثقافي وأعراف وخلافه؟
كيف لرجل، مثل ماسك، وهو كاره للمؤسسات الإعلامية الكبرى كونها انتقدت بعضاً من أعماله التجارية، وكان يفكر بتأسيس موقع يحدد مصداقية الصحافيين، أن يقود حرية التعبير بالعالم، أو يؤمن بها؟
ولذا يبدو أننا وصلنا لمرحلة «المرشد» الرقمي الآن بعد أن كنّا رهائن بيد مجانين اللبراليين الأميركيين، مناقضي المحافظين هناك، وليس الليبرالية كفكر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المرشد» الرقمي «المرشد» الرقمي



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon