توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«المرشد» الرقمي

  مصر اليوم -

«المرشد» الرقمي

بقلم - طارق الحميد

هل نحن أمام بداية النهاية لـ«فورة» «تويتر» مع استحواذ الملياردير إيلون ماسك عليها؟ وهل نحن أمام تعميق أزمة تداعيات وسائل التواصل الاجتماعي على الحريات، والسياسة، والديمقراطية، كما يقول الآن الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما؟
قائمة الأسئلة تطول، ومستحقة، ومن الواضح أن لا أحد يملك إجابة إلى الآن، وحتى مَن أطلقوا وسائل التواصل هذه، ومَن تبنوها، واستخدموها، مثل أوباما، وكل من قال إن وسائل التواصل هذه باتت من حقوق الإنسان.
وضع وسائل التواصل الاجتماعية مع من أطلقوها وتبنوها، وروجوا لها، كوضع من أخرج المارد من القمقم ولم يعد يسيطر عليه، وأبسط مثال هنا أوباما الذي روّج لوسائل التواصل والآن يحذّر من خطورتها.
الأسبوع الماضي قال أوباما أمام طلاب بجامعة ستانفورد في «سيليكون فالي» بكاليفورنيا إنّ «أحد الأسباب الرئيسية لضعف الديمقراطيات هو التغيير العميق في طُرقنا للتواصل والاطّلاع». كما أقرّ بأنه «ربما لم يكُن ليُنتَخب» رئيساً من دون مواقع التواصل.
وحذّر أوباما من تداعيات وسائل التواصل، والتضليل فيها، قائلاً إن «هذا يجب أن يكون جرس إنذار لنا للتحرّك»، داعياً لإصلاح القوانين التي تحكم شبكات التواصل. وخالصاً إلى أن «الأدوات لا تتحكم بنا... نحن يمكننا التحكّم بها».
وهذه التصريحات بالطبع عكس ما كانت تروجه إدارة أوباما إبان ما عُرف زيفاً بالربيع العربي، وقضايا أخرى، لكن اليوم هناك انتقادات من الليبراليين والمحافظين لدور وسائل التواصل، وتأثيرها السياسي بالولايات المتحدة.
وعليه، فنحن الآن أمام مرحلة تملُّك إيلون ماسك لـ«تويتر»، وتحويلها إلى شركة خاصة، حيث يقول ماسك: «إن امتلاك منصة موثوق بها إلى أقصى حد، وشاملة على نطاق واسع، أمر بالغ الأهمية لمستقبل الحضارة».
مضيفاً: «أنا لا أهتم بالاقتصاد على الإطلاق»، حيث لا يريد الاعتماد على الإعلانات التجارية، قائلاً: «لقد استثمرت في (تويتر) لأنني أؤمن بإمكانية أن يكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم».
ويقول ماسك: «أعتقد أن حرية التعبير هي ضرورة مجتمعية لديمقراطية فاعلة»، معلناً: «إذا استحوذت على (تويتر) وحدث خطأ ما، فهذا خطئي بنسبة 100%». مضيفاً: «آمل ألا تكون بائسة للغاية».
حسناً، نحن الآن أمام تحول لافت، فبعد الترويج لفكرة الفضاء الرقمي الحر نحن الآن أمام ما يمكن أن نسميه «المرشد» الرقمي، وعلى غرار منصب المرشد الإيراني، أو مرشد الإخوان المسلمين، أو ثقافة الأخ الأكبر Big Brother في الولايات المتحدة.
والسؤال الأهم الآن: كيف لرجل واحد تحديد ماهية «الحرية» لكل العالم؟ وما يقال وما لا يقال؟ والصح والخطأ، وتعريف القيم، دون أطر قانونية خاصة بكل جغرافيا، أو بُعد ثقافي وأعراف وخلافه؟
كيف لرجل، مثل ماسك، وهو كاره للمؤسسات الإعلامية الكبرى كونها انتقدت بعضاً من أعماله التجارية، وكان يفكر بتأسيس موقع يحدد مصداقية الصحافيين، أن يقود حرية التعبير بالعالم، أو يؤمن بها؟
ولذا يبدو أننا وصلنا لمرحلة «المرشد» الرقمي الآن بعد أن كنّا رهائن بيد مجانين اللبراليين الأميركيين، مناقضي المحافظين هناك، وليس الليبرالية كفكر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«المرشد» الرقمي «المرشد» الرقمي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon