توقيت القاهرة المحلي 14:11:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران... لا خطة «ب»

  مصر اليوم -

إيران لا خطة «ب»

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

خلاصة ما قرأناه وسمعناه من تصريحات أميركية وغربية، مؤخراً، وتحديداً بعد الرد الإيراني على «الاقتراح النهائي» الذي قدَّمه الاتحاد الأوروبي إلى الإيرانيين والأميركيين لإحياء الاتفاق النووي، أن لا خطة «ب» للتعامل مع طهران. مثلاً، يقول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنَّ ردَّ إيران على الاقتراح الأوروبي يجعل احتمالات التوصل إلى اتفاق على المدى القريب غير مرجحة. وقال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: «يؤسفني أن أقول إنّني أقل ثقة اليوم مما كنت عليه قبل 28 ساعة... حول احتمالات إتمام الصفقة في الوقت الحالي». كما أعلنت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها أنَّها غير معنية بالاتفاق النووي، سواء وقع أو لا، وأنَّها اتفقت مع واشنطن على أنَّ لها الحق بالتحرك ضد إيران. وكل ذلك يثبت أن لا خطة «ب» للتعامل مع إيران.

ومن الصعب التكهن بسهولة إنجاز اتفاق نووي كما يقول الأميركيون بعد الانتخابات النصفية بالولايات المتحدة. ولذا تتعالى الأصوات الآن بواشنطن حول ضرورة التلويح باستخدام القوة العسكرية ضد إيران، ما لم تلتزم إيقاف مشروعها النووي. وهذه الأصوات ليست محسوبة على معسكر الراغبين في الحروب، بل العكس. أبرز تلك الأصوات السفير الديمقراطي الأسبق، والمؤثر، دينيس روس، الذي كتب مقالاً لافتاً بمجلة «فورن افيرز» بعنوان: «اتفاق إيران الجديد لن يمنع قنبلة إيرانية». ويقول روس متهكماً على من ينادون بضرورة التعايش مع إيران نووية إنَّهم «يفشلون برؤية كيف سيستجيب الآخرون في المنطقة» محذراً من المساس باستقرار الشرق الأوسط.

ويقول روس: «بدون اتفاق ستقترب إيران من امتلاك قنبلة عاجلاً وليس آجلاً. ومع إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، يصبح الأمر متأخراً وليس عاجلاً». مطالباً إدارة بايدن بـ«الإشارة صراحة» بأنَّ واشنطن «ستستخدم القوة». مضيفاً أنَّه يجب أن تعي طهران أنَّ واشنطن «ستتصرَّف عند نقطة معينة، وتقضي على بنيتها التحتية النووية بالكامل»، ومطالباً الوزير بلينكن بإلقاء خطاب يشرح فيه موقفاً حاسماً من إيران. كما طالب بايدن باستثمار خطابه بالأمم المتحدة لفعل الأمر نفسه.

ومطالباً الإدارة الأميركية بضرورة بناء تحالفات عسكرية استعداداً لذلك، وهو الأمر نفسه الذي طالب به ريتشارد هاس، عضو مجلس العلاقات الأميركية، منظر المدرسة الواقعية للديمقراطيين، حيث طالب بايدن بـ«الواقعية بدلاً من المثالية» بالسياسة الخارجية. وكل ما سبق تم طرحه، قبل 2015، لكن إدارة أوباما تجاهلته... كما عارض الديمقراطيون سياسة «العقوبات القصوى» التي انتهجها الرئيس السابق ترمب ضد إيران، بل واحتجوا بشدة على مقتل قاسم سليماني الذي لم تتعاف إيران منه إلى الآن. اليوم ما لم تضع الولايات المتحدة، والأوروبيون، الخطة «ب»، وتلوح بوضوح ومصداقية باستخدام العمل العسكري ضد طهران، التي باتت تقترب من «العتبة النووية» فإنَّ العواقب ستكون وخيمة من انهيار النظام الدولي، إلى انتشار سباق التسلح. ولا بد أن تشتمل الخطة «ب» على تهديد حقيقي، بالأفعال لا الأقوال، وعلى واشنطن والغرب أن يستوعبوا أنَّه آن الأوان لاستبدال غصن الزيتون بعصا، وهذه هي اللغة التي تستوعبها طهران جيداً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران لا خطة «ب» إيران لا خطة «ب»



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon