توقيت القاهرة المحلي 18:46:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حان وقت العقلانية السياسية

  مصر اليوم -

حان وقت العقلانية السياسية

بقلم - طارق الحميد

الأزمة التي يواجهها العالم اليوم بسبب الحرب في أوكرانيا تؤكد ضرورة العودة إلى العقلانية السياسية Realpolitik والابتعاد عن السياسة الافتراضية، إن جاز التعبير، وهي وسائل التواصل الاجتماعية.
لا يُعقل أن يبدأ، مثلاً، الرئيس الأميركي بايدن حملته الانتخابية بهجوم على مصر ثم يلجأ للرئيس عبد الفتاح السيسي لإيقاف حرب غزة. ولا يُعقل أن يهاجم بايدن السعودية ثم يهرول خلفها لدعم استقرار الطاقة. ولا يُعقل أن تهاجم فنزويلا ثم تستعين بها نفطياً.
مثال آخر، وآنيّ، لا يُعقل أن تحدث حرب في أوروبا وكان يمكن حلها في اجتماع «زوم» وليس رحلات مكوكية. ولا يُعقل أن تَنتج عن تلك الحرب عقوبات تؤثر في الغرب نفسه وأميركا قبل أن تؤثر في روسيا، مثل أسعار النفط، مما يعني أنه قرار انفعالي.
ولا يُعقل أن تُفرض عقوبات على أفراد وممتلكاتهم من دون محاكمة، أو إقحام السياسة في الرياضة. ولا يُعقل أن تلوّح بعقوبات اقتصادية وكبرى الشراكات اليوم هي مع الصين، وليس أوروبا أو الولايات المتحدة التي هي بحاجة إلى الصين.
ولا يُعقل أن يصرّح وزير الخارجية الأميركي بأن بايدن سيهاتف الرئيس الصيني ليطلب منه كذا وكذا. لا دولة تستجيب لطلبات علنية، وقبل حدوث المكالمة. هذا أمر مفيد لزيادة التصفيق، أو «الريتويت» و«التفضيل» لكن في عالم الواقعية السياسية لن تجد من يحترمك.
ولا يُعقل أن يرتفع سعر البترول فتهرع بريطانيا والولايات المتحدة للاتصال بالسعودية، وعندما يستهدف الإرهاب الحوثي السعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة إيرانية تهرع واشنطن إلى فيينا لاستكمال الاتفاق النووي.
ولا يُعقل أن يتحول الاتفاق النووي الذي يُفترض أنه سيَحول دون تمكين إيران الإرهابية من أن تتحول نووية إلى اتفاق تبادل أسرى بدلاً من اتفاق يَحول دون وصول إيران للنووي، ويوقف مشاريعها الصاروخية، وتوغلها في المنطقة.
ولا يُعقل أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، يتحدث الآن، وليس قبل أسبوع، أو شهر، قائلاً: «نُدين هجمات الحوثيين في الساعات الـ48 الماضية ضد البنية التحتية المدنية السعودية»، مضيفاً: «الحوثيون يشنون هذه الهجمات الإرهابية بتمكين من إيران، التي تزوّدهم بمكونات الصواريخ والطائرات من دون طيار والتدريب والخبرة». حسناً، وماذا بعد؟ أوليست الإدارة الأميركية هي من أزال الحوثيين من قائمة الإرهاب؟
هل من موقف جاد من الإدارة الأميركية التي تتحدث الآن عن «الشراكة» و«التحالف» مع السعودية، ودول الخليج؟ أين الموقف الأميركي الجاد من أمن الخليج، وكما يطالب الأميركيون السعوديين والخليجيين الآن بالحد من أسعار النفط، ودعم الاستقرار الدولي؟
أين الموقف الأميركي الجاد من أمن العراق و«الحرس الثوري» الإيراني يعلن إطلاقه 12 صاروخاً باليستياً على أربيل ثم يقال أن واشنطن تريد شطب «الحرس الثوري» من قوائم الإرهاب؟ أين الموقف الأميركي الجاد وإيران تعطل تشكيل الحكومة العراقية للآن، بينما لا تزال واشنطن تهرول خلف طهران في فيينا؟
وعليه، اليوم ظهر لساسة وسائل التواصل الاجتماعية أن ارتفاع أسعار النفط هو الحقيقة وليس ارتفاع «الترند». ولمواجهة هذه الأزمة، وغيرها، فما من حل دون الرجوع إلى العقلانية السياسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت العقلانية السياسية حان وقت العقلانية السياسية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon