توقيت القاهرة المحلي 15:46:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حان وقت العقلانية السياسية

  مصر اليوم -

حان وقت العقلانية السياسية

بقلم - طارق الحميد

الأزمة التي يواجهها العالم اليوم بسبب الحرب في أوكرانيا تؤكد ضرورة العودة إلى العقلانية السياسية Realpolitik والابتعاد عن السياسة الافتراضية، إن جاز التعبير، وهي وسائل التواصل الاجتماعية.
لا يُعقل أن يبدأ، مثلاً، الرئيس الأميركي بايدن حملته الانتخابية بهجوم على مصر ثم يلجأ للرئيس عبد الفتاح السيسي لإيقاف حرب غزة. ولا يُعقل أن يهاجم بايدن السعودية ثم يهرول خلفها لدعم استقرار الطاقة. ولا يُعقل أن تهاجم فنزويلا ثم تستعين بها نفطياً.
مثال آخر، وآنيّ، لا يُعقل أن تحدث حرب في أوروبا وكان يمكن حلها في اجتماع «زوم» وليس رحلات مكوكية. ولا يُعقل أن تَنتج عن تلك الحرب عقوبات تؤثر في الغرب نفسه وأميركا قبل أن تؤثر في روسيا، مثل أسعار النفط، مما يعني أنه قرار انفعالي.
ولا يُعقل أن تُفرض عقوبات على أفراد وممتلكاتهم من دون محاكمة، أو إقحام السياسة في الرياضة. ولا يُعقل أن تلوّح بعقوبات اقتصادية وكبرى الشراكات اليوم هي مع الصين، وليس أوروبا أو الولايات المتحدة التي هي بحاجة إلى الصين.
ولا يُعقل أن يصرّح وزير الخارجية الأميركي بأن بايدن سيهاتف الرئيس الصيني ليطلب منه كذا وكذا. لا دولة تستجيب لطلبات علنية، وقبل حدوث المكالمة. هذا أمر مفيد لزيادة التصفيق، أو «الريتويت» و«التفضيل» لكن في عالم الواقعية السياسية لن تجد من يحترمك.
ولا يُعقل أن يرتفع سعر البترول فتهرع بريطانيا والولايات المتحدة للاتصال بالسعودية، وعندما يستهدف الإرهاب الحوثي السعودية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة إيرانية تهرع واشنطن إلى فيينا لاستكمال الاتفاق النووي.
ولا يُعقل أن يتحول الاتفاق النووي الذي يُفترض أنه سيَحول دون تمكين إيران الإرهابية من أن تتحول نووية إلى اتفاق تبادل أسرى بدلاً من اتفاق يَحول دون وصول إيران للنووي، ويوقف مشاريعها الصاروخية، وتوغلها في المنطقة.
ولا يُعقل أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، يتحدث الآن، وليس قبل أسبوع، أو شهر، قائلاً: «نُدين هجمات الحوثيين في الساعات الـ48 الماضية ضد البنية التحتية المدنية السعودية»، مضيفاً: «الحوثيون يشنون هذه الهجمات الإرهابية بتمكين من إيران، التي تزوّدهم بمكونات الصواريخ والطائرات من دون طيار والتدريب والخبرة». حسناً، وماذا بعد؟ أوليست الإدارة الأميركية هي من أزال الحوثيين من قائمة الإرهاب؟
هل من موقف جاد من الإدارة الأميركية التي تتحدث الآن عن «الشراكة» و«التحالف» مع السعودية، ودول الخليج؟ أين الموقف الأميركي الجاد من أمن الخليج، وكما يطالب الأميركيون السعوديين والخليجيين الآن بالحد من أسعار النفط، ودعم الاستقرار الدولي؟
أين الموقف الأميركي الجاد من أمن العراق و«الحرس الثوري» الإيراني يعلن إطلاقه 12 صاروخاً باليستياً على أربيل ثم يقال أن واشنطن تريد شطب «الحرس الثوري» من قوائم الإرهاب؟ أين الموقف الأميركي الجاد وإيران تعطل تشكيل الحكومة العراقية للآن، بينما لا تزال واشنطن تهرول خلف طهران في فيينا؟
وعليه، اليوم ظهر لساسة وسائل التواصل الاجتماعية أن ارتفاع أسعار النفط هو الحقيقة وليس ارتفاع «الترند». ولمواجهة هذه الأزمة، وغيرها، فما من حل دون الرجوع إلى العقلانية السياسية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت العقلانية السياسية حان وقت العقلانية السياسية



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon