توقيت القاهرة المحلي 21:37:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحذر... إلا مصر

  مصر اليوم -

الحذر إلا مصر

بقلم- طارق الحميد

صدقاً لا أذكر كم مرة كتبت هنا محذراً من مخططات تدور حول مصر بهدف استهدافها، سواء قبل ما عُرف زيفاً بـ«الربيع العربي»، أو بعده؛ وذلك بسبب الحملات المتواصلة، وفي كل حدث، صغير أو كبير، للنيل من مصر، واستقرارها.

اليوم، وبعد حادثة تبادل إطلاق النار على الحدود في رفح بين الجيشين الإسرائيلي والمصري، والتي أودت بحياة رجل أمن مصري، نرى حملة منظمة، ولم تتوقف قطّ، لمحاولة زج مصر في مواجهة مع إسرائيل. وهذه المواجهة التي يسعى خصوم مصر لإحداثها، دائماً ما كانت منصبة على فكرة أساسية جوهرية، وهي دفع مصر لإنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل، والسعي مستمر لإحراج القاهرة حول هذه الاتفاقية بالتحريض والطعن، والتخوين.

الحقيقة أن هذه الاتفاقية لا تحمي إسرائيل، أو مصر، بل المنطقة ككل. تحمي السلم والاستقرار، وتمنح فرصة للمضي قدماً بعملية السلام في المنطقة، ومهما تعثرت، سواء بجنون إسرائيلي، أو تخريب إيراني عبر الميليشيات. واللوم لا يجب أن يقع على مصر في كل حرب بلا فائدة، بل على من تسبب بها، وحرّض عليها. والسلام المصري - الإسرائيلي ليس ضعفاً مصرياً، بل إن الضعف في مَن يدعي «المقاومة والممانعة» زيفاً، وطوال عقود.

اللوم ليس على من سعى إلى استقرار مصر، بل على من فرط في سوريا، وحوّلها ساحة إيرانية، ومن دون إطلاق رصاصة على إسرائيل. واللوم على من حوّل لبنان إلى مستودع أسلحة لم ينتج عنها إلا قمع اللبنانيين، وتدمير الدولة خدمةً للمشروع الإيراني. وعليه، فإن على من يريد خدمة فلسطين، والقضية، يجب أن يكون قوياً أولاً داخلياً، في بلاده، سواء مصر، أو السعودية، أو الإمارات، أو الأردن، وليس منهكاً داخلياً ومدمراً مثل سوريا ولبنان، أو العراق. وعلى ذكر العراق، نشرت صحيفة «النيويورك تايمز» بالأمس قصة عن رغبة العراقيين بمساعدة الفلسطينيين، لكنهم يشكون من أن الحروب أنهكتهم هم أنفسهم طوال أربعين عاماً، وليس بمقدورهم فعل شيء. ونقلت القصة عن نور نافع، وهي عضو بالبرلمان، خيبة أمل الشباب من دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، والغضب من أن إيران والولايات المتحدة تنتهكان سيادة العراق، وهشاشة الاقتصاد العراقي الذي لا يستطيع تحمل الانجرار خلف حرب غزة. وتقول نافع للصحيفة، إن العديد من العراقيين يؤكدون أنه بعد عقود من الحرب بالداخل العراقي، فإنهم الآن يحاولون إعادة ترتيب أمورهم. وتقول: «يقول لي الناس: من فضلك... من فضلك، دعيني أتعامل مع مشاكلي الخاصة أولاً». وهذا طبيعي؛ لأن العراقيين لم يتشافوا من الحروب السابقة، فبعد الغزو الأميركي، وما تبعه، قُتل ما لا يقل عن مائتين واثنين وسبعين ألف عراقي، وفقاً لمشروع تكلفة الحرب بجامعة براون. وبالحرب الإيرانية - العراقية قُتل أكثر من مائتين وخمسين ألف عراقي، وفقاً لتقديرات جامعة نورث كارولينا.

ولذا، فلا يمكن لضعيف جبر مكسور، ولكي ينصر العرب الفلسطينيين فلا بد من أن يكون العرب أقوياء أولاً بدولهم، واقتصادهم، واستقرارهم، ولا بد أن يسود العقل، ومهما حدث، ولذلك نقول: الحذر... إلا مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحذر إلا مصر الحذر إلا مصر



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:41 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً
  مصر اليوم - نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالة مختلفة تضج جمالاً

GMT 02:25 2024 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها
  مصر اليوم - طرق متميزة ومُساعدة في تنظيف غرفة النوم وتنظيمها

GMT 23:55 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

المؤلفون غير البيض يشعلون شغف الطلاب بالقراءة

GMT 17:36 2024 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

الإعلامية مروة صبري تهاجم مها أحمد

GMT 07:16 2024 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

نخر الأنف قد يساهم في خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 22:12 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تحذف صورها وتوجه رسالة لطبيب التجميل

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 18:26 2020 الأحد ,14 حزيران / يونيو

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب شرق تركيا

GMT 14:25 2020 الجمعة ,22 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الجمعة 22 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon