توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سذاجة وتهور تصديق خطابات المرشد»

  مصر اليوم -

«سذاجة وتهور تصديق خطابات المرشد»

طارق الحميد

على أثر خطاب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الأخير حول الإطار المعلن للاتفاق النووي بين إيران وأميركا والقوى الغربية، والذي أعلن خامنئي فيه موقفا متشددا جديدا حول رفع العقوبات، وخلافه، ثارت ثائرة السيناتور الأميركي جون ماكين، فما كان من السكرتير الصحافي في البيت الأبيض إلا التصدي لماكين عبر «تويتر»، فماذا قال السكرتير؟
يقول سكرتير البيت الأبيض جوش إرنست إنه «من السذاجة والتهور أن يصدق جون ماكين كل كلمة ترد في خطابات المرشد الإيراني الأعلى السياسية. يجب أن لا يصدق ماكين»! سذاجة، وتهور؟ نعم، هذا ما يقوله سكرتير البيت الأبيض الصحافي، فكيف يمكن فهم هذا التصريح؟ هل أوباما متهور عندما يصدق الوعود الإيرانية؟ هل واشنطن بهذه الدرجة من السذاجة حتى تمضي في توقيع اتفاق مع رجال المرشد الأعلى، وفريقه التفاوضي، بينما تطالب أعضاء الكونغرس بعدم تصديق كل كلمة يقولها المرشد في خطاباته السياسية؟
حسنا، ماذا عن المنطقة، وأمنها، وضرورة إيقاف سباق التسلح النووي فيها؟ هل على منطقتنا، ووفق منطق الإدارة الأميركية، أن تصدق وعود إيران، ومرشدها، أم أن هذه سذاجة وتهور أيضا؟ أمر لا يستقيم، وتخبط أميركي واضح، ومفضوح من أجل التوصل إلى اتفاق مع إيران ليس بالسيئ، وإنما كارثي، فكيف يقامر الرئيس أوباما بأمن بلاده القومي، وأمن المنطقة، والمجتمع الدولي، هكذا ثم يخرج سكرتيره الصحافي قائلا إنه من السذاجة والتهور تصديق كل كلمة ترد في خطابات المرشد الإيراني السياسية؟! وكيف يكون بمقدور المجتمع الدولي معرفة مدى جدية إيران، ومصداقيتها، ما دام على المعنيين، مثل أعضاء الكونغرس، عدم تصديق كل كلمة يقولها المرشد؟
بالنسبة إلى منطقتنا، ومن عرف سير الأحداث فيها، فإنه يعي جيدا أنه من السذاجة والتهور تصديق كل ما يصدر عن إيران، أو ما يقوله المرشد، سواء خطابات سياسية، أو اتفاقيات، أو خلافه، إذ لم تخدع دول المنطقة من نظام أكثر مما خدعت من ملالي إيران، فقد خدعت منطقتنا، وتحديدا السعودية والخليج العربي، مرارا من هاشمي رفسنجاني، ثم محمد خاتمي، وبعدها أحمدي نجاد.. خدعت منطقتنا مطولا، والدليل ما حدث ويحدث في العراق، وسوريا، واليمن، وقبلهم لبنان، وكذلك البحرين، هذا عدا عن دول عربية أخرى عانت من إرهاب خلايا إيران، وعملائها. تاريخ منطقتنا، ومنذ الثورة الخمينية، يقول لنا إنه من السذاجة والتهور تصديق إيران، أو مسؤوليها، وكتب في ذلك آلاف المقالات، والكتب، وكان البعض حولنا، وبيننا، إما يتجاهل، وإما يحاول التضليل، خصوصا مع تزايد نفوذ الإعلام الإيراني العربي، وترويجه لكذبة الممانعة والمقاومة، وعليه فإن السؤال الآن هو: مَن الأَولى بالنصيحة حول كيفية التعامل مع إيران.. إدارة أوباما أم السيناتور جون ماكين؟
الحقيقة أنه يجب أن توجه نصيحة سكرتير البيت الأبيض إلى الإدارة الأميركية، والرئيس نفسه، لأنه فعلا من السذاجة والتهور تصديق كل كلمة ترد بخطابات المرشد، أو تصديق أي وعود تقطعها إيران على نفسها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سذاجة وتهور تصديق خطابات المرشد» «سذاجة وتهور تصديق خطابات المرشد»



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon