توقيت القاهرة المحلي 07:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران.. نعم كل شيء مباح

  مصر اليوم -

إيران نعم كل شيء مباح

طارق الحميد

دخلت المفاوضات الأميركية - الغربية - الإيرانية مرحلة ماراثونية، ولم يعلن عن أي اتفاق حتى كتابة هذا المقال، لكن ما يهمنا هنا هو قناعة أنصار الرئيس الأميركي أن بإمكانه تعويض نكساته الذريعة عبر التوصل إلى اتفاق مع إيران! وهذا يعني أن ورطة أوباما ستكون ورطة لمنطقتنا، خصوصا أن الحديث عن فرصة أوباما لتحقيق اتفاق مع إيران لا تقدم رؤية واضحة لماهية هذا الاتفاق!
الحديث الآن، وبحسب الإعلام الأميركي، ينصب على أن الاتفاق مع إيران يعد بمثابة الفرصة الأخيرة لأوباما من أجل إنقاذ سمعته بنهاية فترته الرئاسية الثانية! وهذه كارثة، خصوصا أن أوباما لم ينجز اتفاقا حقيقيا يذكر على مستوى السياسة الخارجية، لا بمنطقتنا، ولا غيرها، وما يهمنا هنا هو منطقتنا التي اتخذت فيها إدارة أوباما قرارات خاطئة، ونتيجة لقراءات خاطئة، من الوعود المفرطة بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، إلى قصة ما عرف بالربيع العربي، وقبلها المراهنة الخاطئة على الإسلام السياسي الذي سمي بالمعتدل زورا، وقبلها الانسحاب المتعجل من العراق، وصولا إلى الأزمة السورية.
وملخص ما يقال اليوم حول فرص أوباما للتوصل إلى اتفاق مع إيران هو أنه بإمكان أوباما تعويض ما مضى من إخفاقات من خلال هذا الاتفاق، وهذا يعني أننا أمام مرحلة حرجة، فهذا يشير إلى أن الاتفاق الأميركي الإيراني ليس من أجل مصلحة دولية، أو من أجل مصلحة استقرار المنطقة، وإنما لمصلحة تحسين صورة أوباما تاريخيا.
وبالتالي، وبالنسبة إلى منطقتنا، فإن القصة ليست قصة تعايش لمدة عامين مع أوباما الذي لم يفِ بوعد قطعه قط تجاه منطقتنا، بل إننا أمام مرحلة صعبة ملخصها هو كيف ننقذ منطقتنا من رئيسٍ آخِرُ فرصه الشخصية لدخول التاريخ هي الوصول إلى اتفاق مع إيران، ولو باتفاق سيئ سيؤدي إلى كارثة ليست على منطقتنا، وإنما على المجتمع الدولي، وهذا ما يشير إليه الفرنسيون والبريطانيون، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والاتحاد الأوروبي، حيث عبروا جميعا عن امتعاضهم، وتحفظاتهم، حيال عدم الالتزام الإيراني، محذرين بأن عدم الاتفاق مع إيران أفضل من اتفاق سيئ.
وعليه فكيف ستستطيع منطقتنا التعامل مع هذا الخطر ونحن أمام معادلة رئيس أميركي يعتقد أنصاره أن آخر فرصة لدخوله التاريخ هي إنجاز اتفاق مع إيران، ودون إيضاح ماهية ذلك الاتفاق، ومقابل سلامة منطقتنا التي لا تخشى قوة إيران، وإنما عبثها الشرير؟
بحسب وكالة «رويترز» يقول دبلوماسي غربي كبير إن الاتفاق مع إيران يتعين أن يرضي ليس فقط الدول الموجودة على مائدة التفاوض، بل يرضي دولا أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن «أحد الجوانب الرئيسية لهذا الاتفاق هو حظر انتشار الأسلحة». ويضيف المسؤول أن «التوصل إلى اتفاق ضعيف يتيح لإيران قدرة غير مبررة للتخصيب بما يمثل مؤشرا كارثيا على المنطقة. وسيقول لهذه الدول إن كل شيء مباح». وبالطبع فإن هذه هي الرسالة التي على دول المنطقة إيصالها لأوباما، وملخصها أنه إذا تساهلت مع إيران فكل شيء مباح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران نعم كل شيء مباح إيران نعم كل شيء مباح



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon