توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيارات في اليمن.. مرة أخرى

  مصر اليوم -

الخيارات في اليمن مرة أخرى

طارق الحميد

تتسارع الأحداث في اليمن، وعلى مدار الساعة، حيث لا يتوقف التصعيد العسكري الحوثي، وبمشاركة جماعة علي عبد الله صالح، وها هم يهاجمون عدن، وقد تسقط بأيديهم سريعا، فما خيارات التحرك الآن، خصوصًا مع استنجاد الشرعية اليمنية بالمجتمع الدولي، وقبله دول الجوار؟

قبل أيام كتبت هنا أنه «من الخطأ التورط عسكريًا باليمن، فتلك حرب استنزاف يجب أن تغرق فيها إيران، وليس الخليج.. صحيح أن هناك خطرًا من سلاح الجو اليمني الواقع تحت يد الحوثيين، وهذا يتطلب تحويل اليمن ككل لمنطقة محظور الطيران العسكري فيها..». اليوم، ومع تسارع سير الأحداث، والتصعيد الحوثي المسلح، وبمشاركة جماعة صالح، وبالطبع بدعم إيراني، والسعي لإسقاط عدن، يتضح أن المعطيات على الأرض تتغير وبسرعة، وبالتالي فإن تقييم المخاطر يختلف تمامًا، وبات من المهم الآن الحفاظ على الشرعية، أي الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعلى مؤسسة الحكم اليمنية، وهذا لن يتم من خلال الحوار الذي يرفضه الحوثيون، ويعملون في الوقت نفسه على تفريغه من محتواه، على غرار ما تم في كل اتفاق في منطقتنا، وكانت لإيران صلة به، من لبنان إلى غزة، والمصالحة الفلسطينية، وإلى سوريا ما قبل الثورة، وحتى العراق.

المؤكد اليوم، ووفق المعطيات المستجدة على الأرض، أنه لا بد من تعطيل سلاح الجو الحوثي، ومساندة رجال الشرعية بالسلاح، وكسر تقدم الحوثيين نحو عدن. والسبب بسيط جدًا، وهو أن الحوثيين، وجماعة صالح، لم يتوقفوا عن العمل العسكري، طوال جولات الحوار اليمنية، التي قادها المبعوث الأممي، ولم يتوقفوا عن العمل العسكري إلى اللحظة، وما ندري عن القادم غدًا، أو خلال ساعات. الإشكالية في اليمن، وكل جغرافية النفوذ الإيراني بمنطقتنا، هي أن الميليشيات، والانقلابيين، والمغامرين، يلعبون وفق قواعد شريعة الغاب، ونهج العصابات، بينما تنهج الدول المعتدلة منهج القوانين الدولية، والدبلوماسية، حيث لا تصفيات، ولا عنف، ولا استخدام للسلاح، إلا أنه قد آن الأوان لردع هؤلاء بقوة، وحزم.

الآن لا بد من تغيير المعادلة، والتصرف بقوة، وحكمة، لكسر هذا الطوق العبثي، ودعم الشرعية، وأولى هذه الخطوات تعطيل سلاح الجو الحوثي، ودعم رجال الشرعية بالسلاح، وربما أكثر، شريطة ألا تجر الدول المعتدلة إلى عملية استنزاف، بل يجب أن تكون عملية جراحية دقيقة، وموجعة، وبأسرع وقت لكي لا تتكرر تجربة التكاسل المكلفة في دعم الجيش السوري الحر في سوريا، كما يجب ألا تتكرر أيضا التباينات بمواقف الحلفاء في المنطقة، ومثلما حدث حيال المعارضة السورية، خصوصا أن الشرعية في اليمن محسومة يمنيًا، وعربيًا، ودوليًا.

وبالتأكيد لا أحد يريد حربا، ولا يؤجج لها، لكن ما يحدث في اليمن يفرض واقعًا من الصعب التساهل معه، خصوصًا أن الحوثيين يواصلون العمل العسكري الانقلابي، وبات الرئيس الشرعي مطاردا بالسلاح، ولذا فقد آن الأوان لتعطيل التمدد الحوثي، والوقوف مع الشرعية بحسم، وقوة، ومن خلال عمل جراحي دقيق وموجع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيارات في اليمن مرة أخرى الخيارات في اليمن مرة أخرى



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon