توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الخيارات في اليمن.. مرة أخرى

  مصر اليوم -

الخيارات في اليمن مرة أخرى

طارق الحميد

تتسارع الأحداث في اليمن، وعلى مدار الساعة، حيث لا يتوقف التصعيد العسكري الحوثي، وبمشاركة جماعة علي عبد الله صالح، وها هم يهاجمون عدن، وقد تسقط بأيديهم سريعا، فما خيارات التحرك الآن، خصوصًا مع استنجاد الشرعية اليمنية بالمجتمع الدولي، وقبله دول الجوار؟

قبل أيام كتبت هنا أنه «من الخطأ التورط عسكريًا باليمن، فتلك حرب استنزاف يجب أن تغرق فيها إيران، وليس الخليج.. صحيح أن هناك خطرًا من سلاح الجو اليمني الواقع تحت يد الحوثيين، وهذا يتطلب تحويل اليمن ككل لمنطقة محظور الطيران العسكري فيها..». اليوم، ومع تسارع سير الأحداث، والتصعيد الحوثي المسلح، وبمشاركة جماعة صالح، وبالطبع بدعم إيراني، والسعي لإسقاط عدن، يتضح أن المعطيات على الأرض تتغير وبسرعة، وبالتالي فإن تقييم المخاطر يختلف تمامًا، وبات من المهم الآن الحفاظ على الشرعية، أي الرئيس عبد ربه منصور هادي، وعلى مؤسسة الحكم اليمنية، وهذا لن يتم من خلال الحوار الذي يرفضه الحوثيون، ويعملون في الوقت نفسه على تفريغه من محتواه، على غرار ما تم في كل اتفاق في منطقتنا، وكانت لإيران صلة به، من لبنان إلى غزة، والمصالحة الفلسطينية، وإلى سوريا ما قبل الثورة، وحتى العراق.

المؤكد اليوم، ووفق المعطيات المستجدة على الأرض، أنه لا بد من تعطيل سلاح الجو الحوثي، ومساندة رجال الشرعية بالسلاح، وكسر تقدم الحوثيين نحو عدن. والسبب بسيط جدًا، وهو أن الحوثيين، وجماعة صالح، لم يتوقفوا عن العمل العسكري، طوال جولات الحوار اليمنية، التي قادها المبعوث الأممي، ولم يتوقفوا عن العمل العسكري إلى اللحظة، وما ندري عن القادم غدًا، أو خلال ساعات. الإشكالية في اليمن، وكل جغرافية النفوذ الإيراني بمنطقتنا، هي أن الميليشيات، والانقلابيين، والمغامرين، يلعبون وفق قواعد شريعة الغاب، ونهج العصابات، بينما تنهج الدول المعتدلة منهج القوانين الدولية، والدبلوماسية، حيث لا تصفيات، ولا عنف، ولا استخدام للسلاح، إلا أنه قد آن الأوان لردع هؤلاء بقوة، وحزم.

الآن لا بد من تغيير المعادلة، والتصرف بقوة، وحكمة، لكسر هذا الطوق العبثي، ودعم الشرعية، وأولى هذه الخطوات تعطيل سلاح الجو الحوثي، ودعم رجال الشرعية بالسلاح، وربما أكثر، شريطة ألا تجر الدول المعتدلة إلى عملية استنزاف، بل يجب أن تكون عملية جراحية دقيقة، وموجعة، وبأسرع وقت لكي لا تتكرر تجربة التكاسل المكلفة في دعم الجيش السوري الحر في سوريا، كما يجب ألا تتكرر أيضا التباينات بمواقف الحلفاء في المنطقة، ومثلما حدث حيال المعارضة السورية، خصوصا أن الشرعية في اليمن محسومة يمنيًا، وعربيًا، ودوليًا.

وبالتأكيد لا أحد يريد حربا، ولا يؤجج لها، لكن ما يحدث في اليمن يفرض واقعًا من الصعب التساهل معه، خصوصًا أن الحوثيين يواصلون العمل العسكري الانقلابي، وبات الرئيس الشرعي مطاردا بالسلاح، ولذا فقد آن الأوان لتعطيل التمدد الحوثي، والوقوف مع الشرعية بحسم، وقوة، ومن خلال عمل جراحي دقيق وموجع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيارات في اليمن مرة أخرى الخيارات في اليمن مرة أخرى



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon