توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اليمن.. انقلاب!

  مصر اليوم -

اليمن انقلاب

طارق الحميد

عشية حصار الحوثيين للقصر الرئاسي في صنعاء، وبعد اختطافهم لمدير مكتب الرئيس اليمني، يقول بعض أعضاء الحكومة اليمنية إن ما يفعله الحوثيون هو محاولة انقلاب، وهذا أمر غريب، فالانقلاب الحوثي وقع فعليا منذ سبتمبر (أيلول) 2014، وليس الآن بعد الاستيلاء على قصر الرئاسة، فهل الحكومة، وتحديدا الرئاسة، كانت تخشى توصيف ما يحدث، أم أنها استوعبت الآن ما فعله ويفعله الحوثيون؟

ما حدث في اليمن، ومنذ سبتمبر الماضي، هو خيانة، وانقلاب، وما يقوم به الحوثيون الآن هو جني ثمار إسقاط اليمن منذ أواخر العام الماضي، وهم يتصرفون، أي الحوثيين، باليمن بنفس الطريقة التي تصرف بها «حزب الله» في لبنان بعد اغتيال الحريري، حيث قرضوا الحكومة من كل طرف حتى التهموها، وحاصروا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بمقر إقامته، وانتهى بهم الحال إلى أنهم، أي «حزب الله»، هم من يقرر الحرب والسلم في لبنان، وما زالوا معطلين انتخاب رئيس هناك. وبالحالة اليمنية فمن الواضح أن الحوثيين استفادوا كثيرا من تحالفهم مع علي صالح، والآن لا ينوون فرض الفراغ السياسي، بل طرد الرئيس، وتعديل الدستور، والاستيلاء على اليمن من أعلى الهرم.

يفعل الحوثيون ذلك ومعظم المؤسسات اليمنية، الفعال منها أو الشكلي، تحت سيطرتهم، إما فعليا، أو بالاختراق، أو بقوة السلاح، وذلك من التعليم حتى الإعلام، وكذلك منابر المساجد، ونقاط التفتيش، فكيف بعد ذلك يقال إن الحوثيين، ومن خلال محاصرة قصر الرئيس اليمني، يحاولون القيام بانقلاب؟ الانقلاب واقع فعليا، والحوثيون مقتنعون بذلك، ويتصرفون على هذا الأساس! ومن هنا فإن الإشكالية اليوم، والأهمية، ليست في ما يفعله الحوثيون، أو يقولونه، بل في الصمت الخليجي، والعربي، والدولي، والصمت هنا هو عدم طرح تصورات حقيقية لكيفية التعامل مع هذه الكارثة، وليس الأزمة، اليمنية. هل من خطط؟ هل من مواقف؟.. خصوصا أن كل ما يحدث اليوم في اليمن من قبل الحوثيين أمر متوقع، وتم التحذير منه مرارا!

وعندما نقول إن ما يحدث في اليمن كارثة فهذه ليست مبالغة، فكل مقادير وصفة الموت متوافرة في الداخل اليمني، من إيران إلى «القاعدة»، ومن «حزب الله» إلى الحوثيين، ومن الصراع القبلي إلى انتشار السلاح، وكل ذلك يحدث على الحدود السعودية، والخاصرة الخليجية، وبالطبع حتى على باب الملاحة البحرية الدولية. والقول بأنه يمكن التعامل مع أي حكومة يمنية هو هروب من الواقع، فمن استطاع التعامل مع حكومة المالكي في العراق؟ ومن استطاع فهم حكومة مرسي أصلا في مصر؟ وها هو الإهمال الدولي في سوريا يقدم درسا للجميع حول عواقب الإهمال، وما زلنا في أول مشوار الخراب الذي يخلفه إهمال الملف السوري.

وعليه، فهل من رؤية للتعامل مع الحوثيين؟ هل تتقبل منطقتنا يمن تتشارك فيه إيران و«القاعدة»؟ أم آن الأوان لدعم مشروع يمنين، وذلك أفضل من انتهاء اليمن ككل، وتحوله لدولة فاشلة؟ لقد سقط القصر فما المنتظر؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليمن انقلاب اليمن انقلاب



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon