توقيت القاهرة المحلي 23:23:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد الكساسبة لا بد من تدخل بري

  مصر اليوم -

بعد الكساسبة لا بد من تدخل بري

طارق الحميد


بعد الجريمة الإرهابية الغادرة التي ارتكبها «داعش» بحق الطيار الأردني معاذ الكساسبة لا بد من تحرك دولي، وعربي بالأساس، ليس للرد على تلك الجريمة، وإنما لوضع حد لإرهاب «داعش»، وتداعياته، وكذلك لجم قوى الشر في سوريا والعراق، وتحديدا بشار الأسد وإيران.
قبل أشهر كتبت هنا أن المعركة ضد «داعش» هي معركة السنة، وها هي الأحداث تثبت صحة ذلك، ولذا فالمفروض اليوم أن يصار إلى تطوير التحالف الدولي ضد «داعش» وبقيادة عربية لتشكيل قوى برية مهمتها ردع «داعش»، وكسره، في سوريا والعراق، وتحت غطاء جوي دولي وعربي، ولذلك عدة أسباب، ومنها أنها بالأساس معركة السنة بالمنطقة ويجب أن لا تترك لإيران، والميليشيات الطائفية المحسوبة عليها من حزب الله وخلافه حيث سيكون لذلك تداعيات سلبية كبرى على أمن العراق وسوريا، ووحدتهما، ومما قد يساعد إيران والأسد مستقبلا لتحويل سوريا إلى دولة ميليشيات، أو عبثية على غرار نظام نوري المالكي سابقا، أو على الطريقة الحوثية المنبعثة من ركام التخلف!
اليوم نحن أمام رئيس أميركي يوصي بما يسميه «الصبر الاستراتيجي»، ولمدة عامين، أي فعل لا شيء حتى يغادر البيت الأبيض، والقصة هنا ليست في انتقاد أوباما الذي قيل فيه كثيرا، وإنما القصة تكمن بأن منطقتنا لا تحتمل ترف «الصبر الاستراتيجي» العبثي هذا، وعليه فلا بد من التحرك العربي الآن، وبطرق متوازية، منها تشكيل قوة برية عربية لكسر «داعش»، وتحت غطاء جوي، وكذلك تمويل وتسليح الجيش السوري الحر بأسرع شكل ممكن، وتجهيزه من الأراضي الأردنية ليقوم بتسلم المناطق التي يدحر منها «داعش» وذلك لضمان عدم استفادة مجرم دمشق الأسد من كسر «داعش» الذي سعى من دون شك إلى تقويته ليفرض على العالم الاختيار ما بين السيئ والأسوأ، أي إما «داعش» أو الأسد، وهما وجهان لعملة واحدة.
هذا هو الطريق الأمثل الآن للرد على جريمة «داعش» الإرهابية بحق الطيار الأردني المغدور، وكسر شوكة التنظيم الإرهابي، وتدعيم الجيش الحر، وتفويت الفرصة على إيران والأسد لكي لا يستفيدا من جرائم «داعش»، وكذلك لتمهيد الأرضية السياسية بالمنطقة، وتحديدا بسوريا، استعدادا لمرحلة ما بعد أوباما ونظريته العبثية حول «الصبر الاستراتيجي». نقول ذلك لأن الضربات الجوية وحدها لن تكسر «داعش»، ولن تحفظ الأمن والسلم الاجتماعي، ولن تخدم الجيش الحر، فالكل يعرف أن التحالف الدولي ضد «داعش» لم يكن إلا خطوة تمويهية من قبل إدارة أوباما التي لا تريد اتخاذ خطوات فعالة بالمنطقة، ولذا فهي حربنا، ولا بد أن تنتقل إلى مرحلة فعالة، وهذا لن يتم إلا بالتدخل العربي البري ضد «داعش»، ودعم الجيش الحر، وتفويت الفرصة على إيران والأسد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الكساسبة لا بد من تدخل بري بعد الكساسبة لا بد من تدخل بري



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon