توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صورة تقول الكثير!

  مصر اليوم -

صورة تقول الكثير

طارق الحميد

نهت أميركا قطيعة دامت قرابة 50 عاما مع كوبا طوت بها صفحة خلاف مع إحدى دول الحرب الباردة، وهذا ما سيذكره التاريخ، ونقطة على السطر! لن يقول التاريخ إن أوباما انتصر، أو حقق اختراقا.. هي صفحة خلاف لا معنى لها، مع سير الأحداث، وطويت.
وعليه فالقصة ليست كوبا تحديدا، بل هي حول صورة وزعها البيت الأبيض، وأشك أن الإعلام العربي قد نشرها، تظهر مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس تعانق بعاطفية لافتة ريكاردو زونيقا، المستشار الخاص لملف أميركا اللاتينية، ويبدو بخلفية الصورة الرئيس أوباما جالسا على مكتبه بعد إجرائه المكالمة الهاتفية مع الرئيس الكوبي، وقبل أن يعلن أوباما خبر إعادة العلاقات الدبلوماسية الأميركية - الكوبية. الصورة تظهر فرحة عارمة للمستشارة رايس، وكذلك المستشار الخاص بأميركا اللاتينية، فهل إعادة العلاقات مع كوبا تمثل هذه الأهمية لفريق الرئيس أوباما؟
الحقيقة أن كوبا لا تشكل خطورة على الأمن الأميركي، ومنذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وربما من قبل، بقدر ما أن الخلاف مع كوبا بات من النقاط الجدلية بالانتخابات الأميركية، نيابية ورئاسية، فكوبا لا تمثل خطورة على الأمن الأميركي، أو أمن المجتمع الدولي، بقدر ما تمثله إيران، أو «داعش»! ولا تمثل كوبا حتى الخطورة التي تمثلها الآن فعليا كوريا الشمالية على الأمن القومي الأميركي، وخصوصا بعد قيام هاكرز من كوريا الشمالية باختراق النظام الإلكتروني لأضخم شركة سينمائية في هوليوود وتهديد السينما الأميركية بعمل يفوق أحداث 11 سبتمبر الإرهابية، وذلك بسبب إنتاج فيلم كوميدي يتهكم على الرئيس الكوري الشمالي، وقد رضخت الشركة الأميركية للتهديد وأوقفت الفيلم، وهذا الاختراق الإلكتروني يعد بمثابة الحرب العالمية الأولى بالعالم الافتراضي، وعالم التكنولوجيا ككل!
حسنا، ما الذي تقوله لنا صورة المستشارة رايس وهي تعانق بشكل عاطفي أحد مستشاري البيت الأبيض لأميركا اللاتينية؟ الصورة تقول، وبكل بساطة، إننا أمام رئيس أميركي حاز جائزة نوبل للسلام بأول أيامه الرئاسية دون تحقيق شيء، فقط لأنه أول رئيس أسود بالبيت الأبيض، وها هو على مشارف نهاية فترته الرئاسية الثانية دون تحقيق إنجاز يذكر، بل سحب قواته بتعجل من العراق، وها هو يعود لهناك. وأعلن الانسحاب من أفغانستان، لكنه قرر الآن إبقاء عدد من الجنود الأميركيين بكابل! لم يحقق أوباما شيئا يذكر حول الصراع العربي - الإسرائيلي، ولم يستطع التوصل للآن لاتفاقية «تاريخية» مع إيران، وبعهده قتل الأسد ما يزيد على 200 ألف سوري، وشرد قرابة 9 ملايين منهم، وظهرت «داعش»، وانتعش الإسلام السياسي المخادع والكاذب، وبالتالي فإن الصورة تقول لنا إن أوباما، ومع نهاية فترته الرئاسية الثانية، هو مجرد رئيس يسابق الزمن من أجل تحقيق مجد شخصي، وليس فقط إنجاز يخدم الأمن القومي الأميركي، أو المجتمع الدولي، وهذا هو الخطر بعينه، والأمر الذي يجب التنبه له من الآن وحتى عام 2016، أي نهاية المرحلة الأوبامية!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة تقول الكثير صورة تقول الكثير



GMT 14:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 14:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 14:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سيناء فى عين الإعصار الإقليمى

GMT 14:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon