توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من هم قادة التقسيم في منطقتنا؟

  مصر اليوم -

من هم قادة التقسيم في منطقتنا

طارق الحميد

نحن اليوم أمام مشهد فوضوي مشتعل، وقابل للانفجار أكثر، في العراق وسوريا، وهو مشهد يقول لنا إن قادة تقسيم وتفتيت الدول العربية، وليس في العراق وسوريا وحدهما، بل واليمن ولبنان، هم حلفاء وأتباع إيران في المنطقة.
في سوريا، مثلا، نجد أنه في الوقت الذي تستهدف به الطائرات الإسرائيلية مواقع لنظام بشار الأسد، يقوم الأخير باستهداف مواقع سنية في العراق، وذلك بدلا من الرد على إسرائيل. يفعل الأسد ذلك وهو الذي لم يتوقف منذ ثلاثة أعوام عن قتل السوريين، وبمساعدة من إيران وحلفائها، من «حزب الله»، والميليشيات الشيعية العراقية! أما عراقيا فإن المشهد هناك لا يقل بؤسا، وتعقيدا، حيث لخص دبلوماسي غربي الواقع هناك جيدا بقوله لصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن ما يحدث في العراق الآن هو: «السنة يسيطرون على المناطق السنية، والشيعة يسيطرون على المناطق الشيعية، والأكراد يسيطرون على المناطق الكردية»! وهذا يعني أن العراق الآن مقسم عمليا!
يحدث كل ذلك في سوريا والعراق لأن رجلين من رجال إيران في المنطقة، أي نوري المالكي والأسد، يريدان البقاء في السلطة ولو على حساب تقسيم العراق وسوريا، وتدميرهما، وعلى حساب كل هذه الدماء المسالة، ومن أجل ذلك تقوم إيران بمدهما بالمساعدات العسكرية، والمقاتلين. والأمر لا يقف عند حد القتل وحسب، بل إن الأسد والحكومة العراقية، ومَن خلفهما، لا يقفون عند أي حدود، حيث يلجآن إلى الكذب، وطوال سنوات، وآخر كذبة كانت قبل يومين حين أغارت طائرات الأسد على مواقع سنية في العراق الذي سارع للقول إن تلك العمليات قامت بتنفيذها طائرات أميركية بلا طيار، وهو ما نفته وزارة الدفاع الأميركية، إذ اتضح أن الطائرات التي قامت بتلك الغارات هي طائرات الأسد!
وعليه فإننا اليوم أمام حقائق طالما سخرت ماكينات في المنطقة للتضليل حولها، وبمشاركة كل حلفاء إيران، حيث سقطت كذبة المقاومة والممانعة، وسقطت كذبة الديمقراطية في العراق، إذ اتضح أن الديمقراطية الشائعة في منطقتنا هي ديمقراطية إيران المزيفة، التي من أبرز سماتها أن يُنتخب من يُنتخب لكن تبقى خيوط اللعبة بيد المرشد الأعلى، وفروعه بالعراق ولبنان. والأمر نفسه ينطبق على ديمقراطية الإخوان المسلمين المزيفة والمستوحاة من ديمقراطية إيران، حيث ينتخب الناس من ينتخبون ويبقى المرشد العام هو الآمر الناهي! وعندما نقول إن كل حلفاء إيران قد شاركوا بحفلة التضليل تلك فيجب أن نتذكر أن من آخر الاتفاقيات التي وقعتها حكومة إخوان مصر قبل سقوطها كانت مع حكومة المالكي!
ولذا فإن الحقائق تقول لنا إن قادة التقسيم بمنطقتنا هم رجال إيران وحلفائها، وبالتالي فإنه لا حلول في العراق وسوريا ما لم يرحل المالكي والأسد. يرحل المالكي لتشكل حكومة وحدة وطنية لإنقاذ العراق، ويسقط الأسد من خلال دعم الجيش السوري الحر لتنجو سوريا، وعدا ذلك فهو إضاعة للوقت والأرواح، وسماح بانهيار دولنا وتقسيمها.
"الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من هم قادة التقسيم في منطقتنا من هم قادة التقسيم في منطقتنا



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon