توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ورطة حسن نصر الله

  مصر اليوم -

ورطة حسن نصر الله

طارق الحميد

في حوار مطول نشر على جزأين، حاول حسن نصر الله تلميع نفسه بشكل لافت، حيث تحدث لصحيفة «الأخبار» اللبنانية، المحسوبة على حزب الله، حول كل شيء، ولدرجة أن الصحيفة أفردت له قصة من ألف وستمائة كلمة، فقط عن كيفية إلقائه الخطب، وتحريك الإصبع!
تحدث نصر الله مطولا، وحاول التبرير لنفسه، وحزبه، والسياسات الإيرانية في المنطقة، كما حاول تلميع صورة النظام الأسدي، وذهب نصر الله إلى حد القول بأن أفكار «داعش» تدرس في المناهج التعليمية الخليجية منذ سنوات.
ورغم كل ذلك فإن القصة ليست هنا، بل هي في حديث نصر الله عن الحرب في غزة. ففي الحوار سئل نصر الله: «هل تبلّغتم من الفلسطينيين طلبا بالتدخل المباشر؟»، فكانت إجابته كالتالي: «الأخ موسى (أبو مرزوق) تحدث في هذا الموضوع. لم يتحدث أحد معنا من بقية الفصائل، وأعتقد أن الكل يتفهم»! ثم يسائل المحاور نصر الله: «هل يعبّر كلامه (أي أبو مرزوق) عن موقف حماس الحقيقي»؟ وهنا يقول نصر الله: «إذا كان هذا مطلبا جديا فإنه يناقش ضمـــــن الدوائر المغلقــــــــة لا في وســـــائل الإعلام». ثم يضيف نصر الله: «خطوط الاتصال قائمة والتواصل دائم. كان يمكنه هو أو أحد قيادات حماس أن يطلب مناقشة الأمر، أما طرحه في الإعلام، ففي رأيي يثير تساؤلات ولم أجده مناسبا»!
وعليه، فنحن الآن أمام نصر الله الذي ما فتئ يحاضر الجميع إعلاميا، وكيف ننسى له مخاطبة الجيش المصري قبل سنوات عبر الإعلام ومطالبته بالإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بينما اليوم يلجأ نصر الله للحكمة العربية الشهيرة والتي تقول إن «النصح أمام الملأ تقريع»، حيث يعتبر طلب حماس للحزب إعلاميا بالتدخل في معركة غزة نوعا من الإحراج، وأنه يجب ألا يطرح هكذا في الإعلام، فعلى من يتذاكى نصر الله؟ أوليس هو أولى بأن يعي أن الصراخ في الإعلام، وكما يفعل دائما، ليس بالأمر المجدي بدلا من أن يطلب من حماس تجنب اللجوء للإعلام؟
ولذا، فإن إجابة نصر الله هذه حول إمكانية التدخل في غزة تكشف بشكل جلي مدى ورطة نصر الله، وحزبه، المتورط في معركة طائفية؛ حيث يقاتل السوريين دفاعا عن مجرم دمشق، ويحاول الآن، وكما فعل من قبل، تبرير تورطه في سوريا إعلاميا، بينما يرى نصر الله أن مطالبة حماس له إعلاميا بالتدخل أمر لا يليق، فهل هناك ورطة أكبر من هذه، وليس لنصر الله وحده، بل ولإيران أيضا، خصـــوصا أن الحزب وطهران يدافعان عن الأسد الذي لا يقتل السوريين وحسب، بل ويقصف الفلسطينيين في مخيم اليرموك، وفي الوقت نفسه الذي يتباكى فيه البعض على ما يحدث في غزة، فأي ورطة أكبر من هذه الورطة لنصر الله، ومن يقف خلفه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ورطة حسن نصر الله ورطة حسن نصر الله



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon