توقيت القاهرة المحلي 00:24:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولماذا الثورة السورية غير؟

  مصر اليوم -

ولماذا الثورة السورية غير

طارق الحميد

ناقشنا أمس أهمية إنصاف الثورة السورية عبر سرد موجز لمحاولات التشويه المتعمدة بحقها، ومن عدة أطراف، ومنذ اندلاع الثورة. واليوم نناقش أهمية الثورة السورية، سياسيا، واختلافها عما

سواها في منطقتنا، ولماذا يراد وأدها، وتحديدا إيرانيا.
أوائل ما عرف بالربيع العربي، وبعد انطلاق شرارة الثورة السورية في درعا، كان هناك اتصال هاتفي بيني وبين صحافي غربي شهير زار وقتها الأسد في دمشق، وكان الصحافي وقت الاتصال

في زيارة أيضا للبنان، وبتنسيق مع مسؤول لبناني رفيع، وهو على علم بفحوى مكالمتنا الهاتفية! وقتها التقى الصحافي الغربي كبار قيادات حزب الله في لبنان، وقال لي حينها هاتفيا: «الأمور هنا

محسومة، فحزب الله يرى أن الربيع العربي ثورة سنية»، وشرح لي حينها كيف أن الحزب يرى بالربيع العربي نتيجة طبيعية لتحولات المنطقة من سقوط صدام حسين، واحتلال أفغانستان،

وكذلك عملية اغتيال الراحل رفيق الحريري.
وبالتأكيد أنه سيأتي يوم يروي فيه الصحافي الغربي روايته، لكن هذه القصة، أي موقف حزب الله من الربيع العربي، وتحديدا الثورة السورية، تكشف كيف أن الحزب، ومن قبله إيران، وحلفاءها

بالمنطقة، كانوا قد حسموا أمرهم تجاه الربيع العربي، ووضعوا كل خططهم وجهودهم لإفشال الثورة السورية، وتشويهها بكافة الوسائل. وموقف حزب الله وحده - هذا الذي سمعته من الصحافي

الغربي - يلخص أهمية الثورة السورية، كما يلخص الخطة الإيرانية - الأسدية لوأدها منذ بدأت لليوم. فإيران، ومعها الأسد، وحلفاؤهما، يرون في حكم سوريا غنيمة ونافذة لتحقيق نفوذهم الحلم

بالمنطقة، وليس دولة حرة كما يقال، ولا شعبا يستحق التعايش بكرامة مع اختلاف مكوناته، كما يردد بعض المثقفين العرب زورا الآن، ولا أن سوريا آخر معاقل العلمانية الحامية للأقليات

بالمنطقة كما يردد الأسد الذي خدع كثرا في المنطقة، ومطولا، حين روّج كذبة المقاومة والممانعة التي ساهم في ترويجها أيضا دول بمنطقتنا ومثقفون وكذلك جماعة الإخوان المسلمين.
ومن يتأمل واقع المنطقة اليوم ير حجم الدعم الإيراني اللامحدود لجرائم الأسد بالمال والسلاح والرجال من خلال الميليشيات الشيعية العراقية الموجودة في سوريا، وبالطبع مقاتلي حزب الله،

واليوم باتت الصورة واضحة جدا، حيث القبضة الإيرانية المحكمة على العراق، سواء بالمالكي أو خلافه، مع محاولات تثبيت الأسد، وهناك حزب الله في لبنان، الذي اعتبره مستشار علي

خامنئي في تصريح له بمثابة نهاية حدود إيران، وهو التصريح الذي تحاول طهران الآن التنصل منه، وهناك أيضا الحوثيون في اليمن، فهل هناك خلطة موت ودمار أكثر من هذه، حيث العراق

النفطي، والأسد الدموي، وحزب الله الطائفي، وخنجر الحوثيين وليس في خاصرة السعودية وحسب، بل وكل الخليج العربي الواعي، وليس المغيب، أو المغامر؟
وعليه فهذه هي الصورة السياسية الصارخة، وليست العاطفية، للثورة السورية، وما يعرفه السوريون وجربوه بأنفسهم على مدار عقود تحت حكم الأسد، الأب والابن، أسوأ وأفظع من ذلك بكثير،

فهل يفيق البعض؟

"الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا الثورة السورية غير ولماذا الثورة السورية غير



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon