توقيت القاهرة المحلي 06:00:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولماذا الثورة السورية غير؟

  مصر اليوم -

ولماذا الثورة السورية غير

طارق الحميد

ناقشنا أمس أهمية إنصاف الثورة السورية عبر سرد موجز لمحاولات التشويه المتعمدة بحقها، ومن عدة أطراف، ومنذ اندلاع الثورة. واليوم نناقش أهمية الثورة السورية، سياسيا، واختلافها عما

سواها في منطقتنا، ولماذا يراد وأدها، وتحديدا إيرانيا.
أوائل ما عرف بالربيع العربي، وبعد انطلاق شرارة الثورة السورية في درعا، كان هناك اتصال هاتفي بيني وبين صحافي غربي شهير زار وقتها الأسد في دمشق، وكان الصحافي وقت الاتصال

في زيارة أيضا للبنان، وبتنسيق مع مسؤول لبناني رفيع، وهو على علم بفحوى مكالمتنا الهاتفية! وقتها التقى الصحافي الغربي كبار قيادات حزب الله في لبنان، وقال لي حينها هاتفيا: «الأمور هنا

محسومة، فحزب الله يرى أن الربيع العربي ثورة سنية»، وشرح لي حينها كيف أن الحزب يرى بالربيع العربي نتيجة طبيعية لتحولات المنطقة من سقوط صدام حسين، واحتلال أفغانستان،

وكذلك عملية اغتيال الراحل رفيق الحريري.
وبالتأكيد أنه سيأتي يوم يروي فيه الصحافي الغربي روايته، لكن هذه القصة، أي موقف حزب الله من الربيع العربي، وتحديدا الثورة السورية، تكشف كيف أن الحزب، ومن قبله إيران، وحلفاءها

بالمنطقة، كانوا قد حسموا أمرهم تجاه الربيع العربي، ووضعوا كل خططهم وجهودهم لإفشال الثورة السورية، وتشويهها بكافة الوسائل. وموقف حزب الله وحده - هذا الذي سمعته من الصحافي

الغربي - يلخص أهمية الثورة السورية، كما يلخص الخطة الإيرانية - الأسدية لوأدها منذ بدأت لليوم. فإيران، ومعها الأسد، وحلفاؤهما، يرون في حكم سوريا غنيمة ونافذة لتحقيق نفوذهم الحلم

بالمنطقة، وليس دولة حرة كما يقال، ولا شعبا يستحق التعايش بكرامة مع اختلاف مكوناته، كما يردد بعض المثقفين العرب زورا الآن، ولا أن سوريا آخر معاقل العلمانية الحامية للأقليات

بالمنطقة كما يردد الأسد الذي خدع كثرا في المنطقة، ومطولا، حين روّج كذبة المقاومة والممانعة التي ساهم في ترويجها أيضا دول بمنطقتنا ومثقفون وكذلك جماعة الإخوان المسلمين.
ومن يتأمل واقع المنطقة اليوم ير حجم الدعم الإيراني اللامحدود لجرائم الأسد بالمال والسلاح والرجال من خلال الميليشيات الشيعية العراقية الموجودة في سوريا، وبالطبع مقاتلي حزب الله،

واليوم باتت الصورة واضحة جدا، حيث القبضة الإيرانية المحكمة على العراق، سواء بالمالكي أو خلافه، مع محاولات تثبيت الأسد، وهناك حزب الله في لبنان، الذي اعتبره مستشار علي

خامنئي في تصريح له بمثابة نهاية حدود إيران، وهو التصريح الذي تحاول طهران الآن التنصل منه، وهناك أيضا الحوثيون في اليمن، فهل هناك خلطة موت ودمار أكثر من هذه، حيث العراق

النفطي، والأسد الدموي، وحزب الله الطائفي، وخنجر الحوثيين وليس في خاصرة السعودية وحسب، بل وكل الخليج العربي الواعي، وليس المغيب، أو المغامر؟
وعليه فهذه هي الصورة السياسية الصارخة، وليست العاطفية، للثورة السورية، وما يعرفه السوريون وجربوه بأنفسهم على مدار عقود تحت حكم الأسد، الأب والابن، أسوأ وأفظع من ذلك بكثير،

فهل يفيق البعض؟

"الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا الثورة السورية غير ولماذا الثورة السورية غير



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon