توقيت القاهرة المحلي 07:14:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولماذا يحاكم مبارك؟

  مصر اليوم -

ولماذا يحاكم مبارك

طارق الحميد

عجيب هذا التزوير في التاريخ الذي نحن شهوده، وليس التاريخ البعيد، فالنقاش اليوم يتركز حول الحكم ببراءة الرئيس المصري المتنحي محمد حسني مبارك، وذلك بين «متحسف» على الثورة، وبين من يناقش عدلية القضاء المصري. والحقيقة أن السؤال هو: ولماذا يحاكم مبارك؟
مبارك لم يكن قاتلا، ولا مجرما، كما يقال اليوم، صحيح ارتكب أخطاء، وأبرزها سماحه لأسرته أن تسيطر عليه، وعلى قراره، لكنه كان يعي خطورة ما يحدث بمصر، وخطورة الإخوان المسلمين هناك، إلا أنه لم يكن قادرا على رؤية الطريق الصحيح، أو تصور «المخرج الآمن» الذي طرحه قبل سنوات الأستاذ والصديق عماد الدين أديب. وقد يكون مفهوما تقلب بعض الساسة المصريين ضد مبارك الآن من أجل ضمان البقاء بالحياة السياسية، لكن غير المفهوم هو تقلب من يفترض أن يكونوا أكثر استقلالية، ولعدة أسباب.
أولا، مبارك ليس القذافي المجنون، ولا الأسد المجرم، ولا علي عبد الله صالح المقامر الذي عرض اليمن للخطر، مبارك كان متأخرا في كل قراراته نظرا لوضعه الصحي والنفسي إبان الثورة، ثم اتضحت أمور أخرى بالطبع، وكنت أول من كتبها، ومبارك في السلطة، وتحت عنوان «مصر.. وفارق التوقيت»، وتحدثت فيه عن أن خطأ مبارك أنه يتخذ القرار الجيد، لكن متأخرا 3 أيام. إلا أن الحقائق، التي كنا شهودا عليها، تقول إن مبارك حذر من أن مصر غير مستعدة للديمقراطية، وأن الإخوان المسلمين سوف يختطفون مصر، وذلك في مقابلة مع محطة «سي إن إن»، وهذا ما حدث، بل وانتخب المصريون مرسي! ومبارك هو من تنحى، وبعد أن أصدر المجلس العسكري البيان رقم واحد، وهذا يناقض من يتحدثون عن ما فعله المشير السيسي وقتها، والرئيس الآن، في 30 يونيو 2013، فلماذا لم يكن تدخل العسكر انقلابا على مبارك، رغم البيان رقم واحد، بينما يوصف 25 يناير بالانقلاب؟
ثانيا، وهذا ما كنا شهودا عليه، كان الإخوان المسلمون آخر من انضم للثورة المصرية، وأول من جلس على طاولة التفاوض مع الراحل عمر سليمان، وأعلن موافقة الإخوان حينها على التفاوض عصام العريان! فكيف قبل الإخوان التفاوض مع نظام مبارك، وبعدها اعتبروه مجرما يستحق المحاكمة؟ وثالثا، كيف يمكن الطعن في نزاهة القضاء المصري الذي وقف متحديا لمبارك وقت قوته، بينما كان الإخوان المسلمون يمارسون البرغماتية، ويخوضون الانتخابات البرلمانية، ولا يتعايشون مع نظام مبارك وحسب، بل كانوا معه على الطاولة، وتحتها؟ فكيف يكون القضاء الآن منحازا لمبارك وهو الذي خاض ضده معركة قاسية؟
وعليه فقد قالها مبارك، الذي لم يهرب مثل بن علي، ولم يرتكب حماقات القذافي، ولا جرائم الأسد المتواصلة، والتي يدافع البعض عنها بمصر الآن، ولم يقامر ببلاده كما قامر صالح باليمن، قالها مبارك قبل أيام من تنحيه بأن التاريخ سيحكم بما هو له وما هو عليه، والإشكالية أن البعض، ولدوافع مختلفة، يزور في التاريخ الذي نحن شهوده اليوم، فكيف سيكون الحال بعد أعوام؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا يحاكم مبارك ولماذا يحاكم مبارك



GMT 09:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 09:30 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب «الجيل الرابع» تخوضها إسرائيل في لبنان!

GMT 09:28 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 09:27 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الجملة التي أبطلت مقترح قوات دولية للسودان!

GMT 09:24 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مستر أبو سمبل!؟

GMT 09:22 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة الرئيس المنتخب أم الفوهرر ترمب؟

GMT 09:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة بدأت في الرياض

GMT 09:20 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مسعَد بولس بعد وعود ترمب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon