توقيت القاهرة المحلي 02:18:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التضليل الدولي... والوضوح السعودي

  مصر اليوم -

التضليل الدولي والوضوح السعودي

بقلم : فؤاد مطر

يأتي انعقاد الدورة السنوية اﻟ79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة في ظل أجواء من العلاقات المتوترة بين كبار قوم كوكب الأرض، ومتوسطي الحال من القوم الذين تكمن أهميتهم في أنهم مثل عود الكبريت الذي يشعل حرائق بدواوين الحكام. وبات الذين يتعاملون مع قضايا الآخرين كما لو أنهم بيادق في اللوحة الشطرنجية؛ كل يحاول إنهاء التباري إلى الخروج منتصراً... ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه.

ولسوء حظ الاستقرار المنشود، لا يشارك قادة لهم تأثيرهم في خريطة المخاوف من انفجار لن يسلم من شظاياه النووية أحد، في حين أن الدورة الأممية الراهنة تشكِّل أفضل فرصة للتلاقي الغربي - الشرقي - الآسيوي - العربي - الإسلامي - الفلسطيني - الإسرائيلي، يدلي كلٌ بدلوه وبقضايا بلده أمام الآخرين، لا فرق بين صغار وكبار، ذلك أن القلق في أشد عصْفه بالكبار. وهنا الجميع سواسية، ولذا تصبح للتباسط والتشاور جدوى، كما يمكن بالتالي نزْع فتائل، فلا تتواصل التفجيرات؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية على نحو ما فعلت إسرائيل يوم الثلاثاء 17 سبتمبر (أيلول) 2024، بتحويلها وسيلة اتصال يحملها مسؤولون أو مديرو شركات ومصارف وناشطون وعاملون في أحزاب، تحديداً هنا «حزب الله»، إلى ما يشبه الألغام التي تنفجر لمساً وليس دوساً عليها، كما الحال مع الألغام التقليدية. وجاءت الكارثة تفجر غضباً لدى لبنان والحادبين عليه.

وما هو أهم من هذا العبث أن التداعيات الناشئة عن التسبب في إعاقة الألوف من الأبرياء جرَّاء هذا الأسلوب من التفجير، أن الشعور السائد لدى الذين يستعملون الجوالات الإلكترونية من موظفين في الدوائر الحكومية وطلاب مدارس وأطباء وممرضين وممرضات ونساء وأفراد عاديين، هو أن تفجير الجهاز الذي يحمله هذا أو ذاك أو تلك ممكن ما دام التفجير الأول حدث، وأن التلاعب الشرير بهذه الابتكارات التي حدثت لتسهيل الاتصال بين الناس والإفادة المرجوة منها في ساعات الشدة، يمكن أن يكون السلاح الأمضى وبأهون السبل. ومن أجْل ذلك لم يعد جهاز الجوال الإلكتروني في أيدي كثيرين بانتظار أن تهدأ النفوس وتتلاشى مخاوف الخشية من وسيلة كهذه ابتكرها جهاز المخابرات الإسرائيلي تعويضاً عن إخفاقه في كشف عملية الأسرى الإسرائيليين.

في هذه الدورة لن يقف الرئيس الصيني شي جينبينغ وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متحدثيْن، ذلك أنهما اعتادا عدم المشاركة، وبغيابهما هذا لن يحظى الرئيس جو بايدن بوداعية له من جانب قطبيْ الشرق المتحدي له بجناحيْه الروسي والصيني. وعلى هذا الأساس، فإن مودعيه هم أهل بيته الأوروبي المزعزع الانسجام مع الإدارة الأميركية، إلى أن يتبين الخيط الأبيض الجمهوري من الخيط الأسمر الديمقراطي لدى بعض الساعين إلى الود الأميركي؛ رئيس الهند ورئيس البرازيل ورئيس أوكرانيا، التي ما زالت بمثابة اللغم القابل تفجيره للحرب العالمية الثالثة التي يحذر مضيف الدورة، أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، من أن تشعل إحدى الحربيْن؛ حرب روسيا على «الناتو» أو العكس، أو حرب «إسرائيل نتنياهو» على غزة وتمددها إلى الضفة الغربية وعلى «لبنان حزب الله» التي أخذت صفة الإبادة الإلكترونية. وهو تحذير مراقب محايد أثبت منذ الربع الأول من السنة الأولى للحرب البنيامينية على غزة وفلسطين ولبنان أنه مسؤول محايد منذ الربع الأول من السنة الأولى للحرب البنيامينية على غزة وفلسطين السلطة ولبنان، ويريد مخلصاً للمنظمة التي هو أمينها العام أن تكون أمينة في موجبات تأسيسها ومضمون مواثيقها وقراراتها. وهذا ما ينادي به القادة العرب من خلال القمم التي يعقدونها، ولا تكون الإدارة الأميركية والحكومات الأطلسية عند حُسْن التصرف المحترم مع ما تحويه قرارات تلك القمم من صياغات موضوعية وأفكار تطفئ صراعات، وهذا ما بدا خطوة مهمة من المملكة العربية السعودية عندما أبلغ ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وقبْل أربعة أيام من بدء الدورة اﻟ79 للجمعية العمومية للأمم المتحدة المجتمع الدولي، من خلال الخطاب الذي ألقاه لدى افتتاحه، نيابة عن خادم الحرميْن الشريفيْن الملك سلمان بن عبد العزيز، أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى، ما يؤكد الموقف كثير الوضوح والثابت ماضياً وحاضراً، وإلى حين الأخذ بمضمونه، بأنه لا علاقة دبلوماسية مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، هذا إلى رفع منسوب الاستنكار ﻟ«جرائم سُلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني...». وعندما يتزامن هذا الموقف مع حلول الذكرى 94 لليوم الوطني، فإن التذكير بالموقف السعودي يبدو من خلال الخطاب أنه بمثابة موقف من الثوابت، وأن الإشارة إليه عشية ذكرى اليوم الوطني تعكس جوهر موقف المملكة من القضية الفلسطينية، الذي لهذا الموقف حيّزٌ رحب في صمود السعي من أجل أن تنال القضية حقها المثبت دولياً وعربياً وإسلامياً في قرارات القمم والمنظمات الأممية.

تلك مجرد خواطر وهوامش عشية بدء دورة يتمنى الإنسان، حيث وُجد في أي أرض من بقاع القارات الخمس، أن تؤسس لعهد يسود فيه السلام على الأرض، ولا يواصل نتنياهو والذين يساندونه مالاً وسلاحاً ومواقف، العبث كما يريد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التضليل الدولي والوضوح السعودي التضليل الدولي والوضوح السعودي



GMT 08:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

إيران بدأت تشعر لاول مرة بأن ورقة لبنان بدأت تفلت من يدها

GMT 07:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الكتابة في كابوس

GMT 07:28 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان ليس «حزب الله»... وفلسطين ليست «حماس»!

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

جرائم حوادث السير في شوارعنا

GMT 07:26 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

نعم... وقت القرارات المؤلمة

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

حماية لبنان ليست في «القوّة»... أيّة «قوّة»

GMT 07:24 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مرّة أخرى... الحنين للملكية في ليبيا وغيرها

GMT 07:23 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل السنوار... هل يوقف الدمار؟

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:40 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»
  مصر اليوم - روبي و نيللي كريم معًا في رمضان 2025 بـ«ناقص ضلع»

GMT 20:41 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الفيشاوي ينفي تغيير كلمات أغنية "نمبر 2"

GMT 18:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة جونيور أجاي فى نهاية تمرين الأهلي وفحص طبي غدًا

GMT 06:30 2020 الإثنين ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 26تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:09 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

محمد هنيدي يكشف حقيقة سخريته من الراقصة البرازيلية لورديانا

GMT 17:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أهم وأبرز إهتمامات الصحف الليبية الصادرة الثلاثاء

GMT 05:52 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

محمد حماقي ينعى الشيخ صالح كامل

GMT 23:14 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

أسعار الحديد في مصر اليوم السبت
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon