توقيت القاهرة المحلي 08:53:44 آخر تحديث
الاثنين 27 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

التفاؤل بالخير الرئاسي

  مصر اليوم -

التفاؤل بالخير الرئاسي

بقلم : فؤاد مطر

في الحقبة التي سبقت الاستقلال كان المترَأَّسون بإرادة الانتداب الفرنسي من المدنيين ومن وجهاء المجتمع اللبناني، مع ملاحظة أن الترئيس لم يقتصر على الطائفة المارونية، حيث رُئِّس الكاثوليكي أيوب تابت، كما كان من المترأَّسين الماروني إميل إده بعد الماروني الصحافي والمحامي ألفرد نقاش الذي لم تُعجب مقالاته الحاكم التركي جمال باشا فشمله بحُكم بالإعدام إلى جانب مناضلين لبنانيين. والماروني حبيب باشا السعد أول مسيحي في الشرق الأوسط مُنح من الباب العالي لقب باشا.

وأما ختام التعيين من جانب الانتداب الفرنسي، فكان للأرثوذكسي شارل دباس الذي حظي بـ«نعمة» التجديد أو التمديد فيما تلى العهود الرئاسية. وقياساً ببعض رؤساء العهد الاستقلالي، فإن اللبناني يتمنَّى لو أن الرئاسة لا تعود بمثابة فرصة أمام الحاشية للإثراء من دون وجه حق أو تأدية واجبات لمصلحة الوطن والمواطن. وهذا عايش اللبنانيون فصوله وكابدوا تداعياته.

ما نحن بصدده راهناً هو أن رئيس البلاد قرار عربي - نصف دولي بنسبة لافتة، وأن دور النواب الذين عقدوا الاجتماعات وأدلوا بالتصريحات بعد المشاورات هو الاقتراع لمن يتم عليه التوافق العربي - الدولي زائداً التشاور اللبناني، ليس سراً يصار إلى الكشف عنه، وإنما حقيقة تؤكدها الاجتماعات المتتالية لسفراء مصر والسعودية وقطر والولايات المتحدة وفرنسا التي ربما لو هي سباعية لكانت أنجبت ولما زاد التأجيل عن الحد، فضلاً عن أن مشاركة روسيا والصين وهما أصلاً في الرؤى السياسية العربية عضوان في مجلس الأمن؛ لذا فإن مشاركة السفيريْن الصيني والروسي في جولات التشاور كانت ستشكل دفعاً للسعي المشكور في أي حال، كما تؤكد زيارات الموفدين العرب والأجانب وما يتم خلالها من محادثات لا يدري بها أحد.

وثمة حالة لافتة أخذت مكانها في المشهد الرئاسي وتتصل بانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، أو فلنقل باختيار مَن يترأس، وهي أن الرئيس العسكري - المدني فؤاد شهاب هو من اختار الرئيس الرابع للجمهورية الذي كان شارل حلو غير المصنف رجل سياسة طموحاً مكتفياً بدوره محامياً إلى جانب مقالات بالفرنسية يكتبها بين الحين والآخر. وما نعنيه بالاختيار أن الرئاسة اللبنانية التالية كانت بفعل خيارات عربية - أجنبية مع اختلاف نسبة التأثير، ومن أجل ذلك؛ فإن القرار اللبناني في المسائل التي تُطرح عربياً أو دولياً مكبل نسبياً بمراعاة ما تراه دول عربية أو أجنبية.

ويبقى من حق القارئ علينا ونحن نحاول تبسيط الذي هو أعظم في الحالة اللبنانية وأجواء الاكتئاب العامة التي بدأت التبدد بعدما بات قائد الجيش قائداً للدولة أن نستحضر من الذكريات الخاصة والعامة ما حدث ماضياً يوم كان لبنان في حال أفضل، وعلى سبيل المثال لا الحصر في زمن رئاسة أول رئيس جمهورية للبنان المكتمل السيادة المستقل الشيخ بشارة الخوري ورابع رؤساء ذلك الزمن شارل حلو إنما يوم كان ما زال صحافياً. ونحصر الاستحضار في موضوع واحد «شهباء» شارل حلو و«أنشاص» بشارة الخوري. فقد زار شارل حلو الصحافي الكاتب بالفرنسية (قبل ثمانين سنة) حلب المزدهرة غير حلب التي اجتاحتها البربرية فدمرت أحياءها وأسواقها وكل ما هو في غاية الجمال التراثي العربي والتركي كما كانت بعد ذلك ساحة الحسم في التغيير الذي حدث لبلاد الشام، ومن هنا أهمية توصيف كاتب لبناني بات لاحقاً رئيساً للجمهورية للشهباء وبالذات سطوره «تتبدى حلب عاصمة شمال سوريا وكأنها تألفت من مدن عدة...».

أما الشيخ بشارة الخوري أول رؤساء لبنان السيد المستقل، فكتب عن مكان انعقاد أول قمة عربية بدعوة من الملك فاروق واستضافة في منتجع «أنشاص» في «المملكة المصرية» يومَيْ 28 و29 يونيو (حزيران) 1946 الآتي: «عُقدت الاجتماعات في فيللا الجمَّاعات بقرب قصر أنشاص الكبير، وهي بناية صغيرة ولطيفة جداً تشرف على حوض ماء، وكل ما فيها من رياش هو من مصنوعات مصر».

تلك مجرد خواطر على هامش حدث كان حتى اللحظة ما قبل الأخيرة مدعاة ملامح استعادة ثقة اللبناني بوطنه واحترام من تبوأ المنصب السيادي الجنرال جوزيف عون قائد الجيش اللبناني (العسكري الرئيس الخامس مقابل تسعة رؤساء مدنيين) من القاعدة إلى القمة، للمبدأ الأساسي في وجدان كل مواطن وخلاصته: كلنا للوطن للعلى والعلَم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفاؤل بالخير الرئاسي التفاؤل بالخير الرئاسي



GMT 08:53 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

استغاثة إلى وزير التعليم

GMT 08:52 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

المرأةُ وحقوقُها.. فى «منتدى القيادات النسائية»

GMT 08:50 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

ترامب فى مواجهة الدبلوماسية الذليلة

GMT 08:49 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

«عاش هنا» لوحات بلا أسماء!!

GMT 08:48 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

دور مصر فى غزة فى اليوم التالى

GMT 08:46 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

عودة لقانون المسؤولية الطبية

GMT 08:44 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الأزمة والفرصة

GMT 08:43 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

عرس ثقافى

GMT 07:50 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

سحر الدانتيل وكيفية تنسيقه في إطلالاتك المختلفة
  مصر اليوم - سحر الدانتيل وكيفية تنسيقه في إطلالاتك المختلفة

GMT 17:14 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

"يوتيوب" يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة
  مصر اليوم - يوتيوب يطلق أدوات جديدة لتحسين الجودة

GMT 11:48 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نيللي كريم تمثل جسرًا بين الأجيال في الفن المصري
  مصر اليوم - نيللي كريم تمثل جسرًا بين الأجيال في الفن المصري

GMT 10:00 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

3 مشروبات شائعة قد تسبب خطر الإصابة بمرض ألزهايمر

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

GMT 03:21 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار ناجية إسرائيلية من هجوم حماس

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المقاولون يرفض تخفيض ثمن بيع الجزيري للزمالك

GMT 15:42 2021 الجمعة ,07 أيار / مايو

أجمل إطلالات أسيل عمران المحتشمة

GMT 06:25 2021 الثلاثاء ,04 أيار / مايو

مسلسل حرب أهلية الحلقة 21 يتصدر تريند "تويتر"

GMT 05:02 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

دراسة تحذر النساء الحوامل من النوم على الظهر

GMT 16:59 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

وسائل إعلامية تكشف تفاصيل جديدة في وفاة مارادونا

GMT 14:47 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

وزيرة تطالب لاعبي التنس في أستراليا بعدم إطعام الفئران

GMT 19:17 2021 الإثنين ,04 كانون الثاني / يناير

حسني عبد ربه قيصر الإسماعيلي يستعيد ذكريات الكرة مع شقيقه

GMT 16:37 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

نجل هنا شيحة يطالبها بقطع علاقتها بمحمود شاهين

GMT 16:43 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

المقاصة يكشف حجم إصابات فتحي وعاصم وحسني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon