توقيت القاهرة المحلي 14:39:39 آخر تحديث
الخميس 16 كانون الثاني / يناير 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

التفاؤل بالخير الرئاسي

  مصر اليوم -

التفاؤل بالخير الرئاسي

بقلم : فؤاد مطر

في الحقبة التي سبقت الاستقلال كان المترَأَّسون بإرادة الانتداب الفرنسي من المدنيين ومن وجهاء المجتمع اللبناني، مع ملاحظة أن الترئيس لم يقتصر على الطائفة المارونية، حيث رُئِّس الكاثوليكي أيوب تابت، كما كان من المترأَّسين الماروني إميل إده بعد الماروني الصحافي والمحامي ألفرد نقاش الذي لم تُعجب مقالاته الحاكم التركي جمال باشا فشمله بحُكم بالإعدام إلى جانب مناضلين لبنانيين. والماروني حبيب باشا السعد أول مسيحي في الشرق الأوسط مُنح من الباب العالي لقب باشا.

وأما ختام التعيين من جانب الانتداب الفرنسي، فكان للأرثوذكسي شارل دباس الذي حظي بـ«نعمة» التجديد أو التمديد فيما تلى العهود الرئاسية. وقياساً ببعض رؤساء العهد الاستقلالي، فإن اللبناني يتمنَّى لو أن الرئاسة لا تعود بمثابة فرصة أمام الحاشية للإثراء من دون وجه حق أو تأدية واجبات لمصلحة الوطن والمواطن. وهذا عايش اللبنانيون فصوله وكابدوا تداعياته.

ما نحن بصدده راهناً هو أن رئيس البلاد قرار عربي - نصف دولي بنسبة لافتة، وأن دور النواب الذين عقدوا الاجتماعات وأدلوا بالتصريحات بعد المشاورات هو الاقتراع لمن يتم عليه التوافق العربي - الدولي زائداً التشاور اللبناني، ليس سراً يصار إلى الكشف عنه، وإنما حقيقة تؤكدها الاجتماعات المتتالية لسفراء مصر والسعودية وقطر والولايات المتحدة وفرنسا التي ربما لو هي سباعية لكانت أنجبت ولما زاد التأجيل عن الحد، فضلاً عن أن مشاركة روسيا والصين وهما أصلاً في الرؤى السياسية العربية عضوان في مجلس الأمن؛ لذا فإن مشاركة السفيريْن الصيني والروسي في جولات التشاور كانت ستشكل دفعاً للسعي المشكور في أي حال، كما تؤكد زيارات الموفدين العرب والأجانب وما يتم خلالها من محادثات لا يدري بها أحد.

وثمة حالة لافتة أخذت مكانها في المشهد الرئاسي وتتصل بانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، أو فلنقل باختيار مَن يترأس، وهي أن الرئيس العسكري - المدني فؤاد شهاب هو من اختار الرئيس الرابع للجمهورية الذي كان شارل حلو غير المصنف رجل سياسة طموحاً مكتفياً بدوره محامياً إلى جانب مقالات بالفرنسية يكتبها بين الحين والآخر. وما نعنيه بالاختيار أن الرئاسة اللبنانية التالية كانت بفعل خيارات عربية - أجنبية مع اختلاف نسبة التأثير، ومن أجل ذلك؛ فإن القرار اللبناني في المسائل التي تُطرح عربياً أو دولياً مكبل نسبياً بمراعاة ما تراه دول عربية أو أجنبية.

ويبقى من حق القارئ علينا ونحن نحاول تبسيط الذي هو أعظم في الحالة اللبنانية وأجواء الاكتئاب العامة التي بدأت التبدد بعدما بات قائد الجيش قائداً للدولة أن نستحضر من الذكريات الخاصة والعامة ما حدث ماضياً يوم كان لبنان في حال أفضل، وعلى سبيل المثال لا الحصر في زمن رئاسة أول رئيس جمهورية للبنان المكتمل السيادة المستقل الشيخ بشارة الخوري ورابع رؤساء ذلك الزمن شارل حلو إنما يوم كان ما زال صحافياً. ونحصر الاستحضار في موضوع واحد «شهباء» شارل حلو و«أنشاص» بشارة الخوري. فقد زار شارل حلو الصحافي الكاتب بالفرنسية (قبل ثمانين سنة) حلب المزدهرة غير حلب التي اجتاحتها البربرية فدمرت أحياءها وأسواقها وكل ما هو في غاية الجمال التراثي العربي والتركي كما كانت بعد ذلك ساحة الحسم في التغيير الذي حدث لبلاد الشام، ومن هنا أهمية توصيف كاتب لبناني بات لاحقاً رئيساً للجمهورية للشهباء وبالذات سطوره «تتبدى حلب عاصمة شمال سوريا وكأنها تألفت من مدن عدة...».

أما الشيخ بشارة الخوري أول رؤساء لبنان السيد المستقل، فكتب عن مكان انعقاد أول قمة عربية بدعوة من الملك فاروق واستضافة في منتجع «أنشاص» في «المملكة المصرية» يومَيْ 28 و29 يونيو (حزيران) 1946 الآتي: «عُقدت الاجتماعات في فيللا الجمَّاعات بقرب قصر أنشاص الكبير، وهي بناية صغيرة ولطيفة جداً تشرف على حوض ماء، وكل ما فيها من رياش هو من مصنوعات مصر».

تلك مجرد خواطر على هامش حدث كان حتى اللحظة ما قبل الأخيرة مدعاة ملامح استعادة ثقة اللبناني بوطنه واحترام من تبوأ المنصب السيادي الجنرال جوزيف عون قائد الجيش اللبناني (العسكري الرئيس الخامس مقابل تسعة رؤساء مدنيين) من القاعدة إلى القمة، للمبدأ الأساسي في وجدان كل مواطن وخلاصته: كلنا للوطن للعلى والعلَم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفاؤل بالخير الرئاسي التفاؤل بالخير الرئاسي



GMT 07:57 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

قوس الحلول

GMT 07:56 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

وصول عون للرئاسة ينعش لبنان والمنطقة

GMT 07:54 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

نار سوريا المرغوبة!

GMT 07:53 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

السودان... انتصار مدني وفتنة الانتقام!

GMT 07:52 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

هبّت رياح ثورة «17 تشرين»!

GMT 07:51 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

لعنة بئر كليوباترا

GMT 07:49 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

هل سيقبل العالم بجغرافيا ترمب الجديدة؟

GMT 07:48 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

لبنان «محكوم بالأمل»

GMT 13:44 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

ليلى علوي تُصدم بعد أسبوعين من عرض "المستريحة"
  مصر اليوم - ليلى علوي تُصدم بعد أسبوعين من عرض المستريحة

GMT 09:10 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

حيل ونصائح لترتيب المطبخ غير المزود بخزائن

GMT 00:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الأمير ويليام يكشف عن أسوأ هدية اشتراها لكيت ميدلتون

GMT 08:41 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 08:54 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 03:19 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

"هايبرلوب" ينقل الركاب 313 ميلًا في 28 دقيقة فقط

GMT 00:23 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

أزمة في الإجتماع الأمني للقمة بسبب دعوات الأهلي

GMT 05:28 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

جمال سليمان يستكمل تصوير " أفراح إبليس 2" السبت

GMT 09:37 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن عقار "كيتامين" للحد من أعراض الاكتئاب

GMT 21:10 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

مرتضى منصور يجتمع مع نيبوشا لحسم أمر استمراره من رحيله

GMT 12:28 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

مصادر تكشف عن موعد عودة شريف إسماعيل للقاهرة

GMT 13:57 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة يرغب في نقل السوبر الإماراتي لملعب القاهرة

GMT 04:07 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات خاصة تكشف حقيقة المصالحة بين أصالة وشقيقتها

GMT 02:55 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا عبدالعزيز تبرز أن شخصية "عائشة" في "الأب الروحي2" مفاجأة

GMT 20:42 2014 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

اللون الفضي صيحة جديدة تطغي على ديكورات المنازل

GMT 04:47 2014 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

نعيمة كامل تطرح تصاميم من الجاكيت بألوان مميزة

GMT 09:33 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

تشارليز ثيرون تتألّق في فستان أسود شفاف

GMT 06:35 2017 الإثنين ,25 أيلول / سبتمبر

ترياق لعلاج الجرعة الزائدة من "الباراسيتامول"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon